- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم يشبع حقد الهندوس المجرمين من دماء المسلمين في الهند؟!
الخبر:
مقتل عدد من المسلمين على أيدي الجيش والشرطة في ولاية آسام الهندية لرفضهم قرار إخلاء منازلهم التي يقيمون فيها منذ 50 عاما، وانتشار مقطع فيديو على منصات التواصل الإلكتروني يظهر فيه مصور صحفي يقفز فوق جثة فلاح مسلم أرداه الجنود قتيلا لرفضه إخلاء أرضه.
التعليق:
إنّ عمليات التهجير بحق المسلمين في ولاية آسام مستمرة منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى الحكم عام 2016، وقد تمّ حتى الآن تهجير نحو 20 ألف مسلم، والأحداث الأخيرة التي انفجرت في الولاية تتعلق بتهجير 800 أسرة من الفلاحين المسلمين الذين يسكنون أرضا رملية بمنطقة دَرانْغ بولاية آسام منذ سبعينات القرن الماضي، بحجة أنّها أراض تابعة للدولة. وقد تظلّم هؤلاء المسلمون أمام المحكمة العليا، وأبدوا استعدادهم للانتقال إلى مكان آخر خلال أيام، ولكن السلطات فاجأتهم، في الصباح الباكر يوم 25 أيلول/سبتمبر الماضي، بقوة تتكون من 1500 جندي وشرطي و14 جرافة دمرت بيوتهم ومسجدين ومدرسة دينية. وحين احتج الأهالي أطلق الجنود النيران عليهم، فقتلوا رجلا وطفلا وجرحوا 20 شخصا، وتقيم هذه العائلات الآن في العراء على ضفاف نهر في موسم الأمطار، ومن الجدير بالذكر أنّه تمَّ تهجير 6 قرى في المنطقة بالأسلوب نفسه.
إنّ السبب وراء هذه الجرائم التي يتعرض لها المسلمون في الهند هو الحقد والعداء الذي يحمله الهندوس للإسلام والمسلمين وخوفهم من ازدياد أعداد المسلمين مقابل أعداد الهندوس خاصة في آسام التي يصبون جام حقدهم وإجرامهم عليها هذه الأيام، فنسبة المسلمين في آسام تقدر بنحو 34% من سكان الولاية البالغ عددهم 34 مليون نسمة، وهي أعلى نسبة للمسلمين في الولايات الهندية بعد كشمير المحتلة. ويصف الهندوس المسلمون بأنّهم أجانب ودخلاء ويجب طردهم. وكان كبير وزراء آسام، هيمانتا بيسوا سارما، يقول علناً خلال الحملة الانتخابية في شهر آذار/مارس الماضي "إنّ المعركة هي بين المسلمين والهندوس، وإنّ الأرض ستؤخذ من المهاجرين غير الشرعيين وستعطى للآساميين الأصلاء".
إنّ دماء المسلمين لم تعد لها حرمة في غياب الحامي والراعي، والحقد والإجرام لم يسلم منه حتى الأموات في مشاهد تقشعر لها الأبدان، ومقطع الفيديو الذي يظهر فيه الصحفي الهندوسي وهو يقفز فوق جثة الفلاح المسلم بعدما أطلق عليه الجنود النار من مسافة قريبة ثمّ انهالوا عليه بالضرب، تبين الحال الذي وصلنا إليه! والأدهى والأمر أنّ الجنود أقبلوا عليه يعانقونه وكأنّه حقق انتصاراَ كبيراً فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رَحِمَ الله زماناً كان أعداؤنا يخافون فيه غضبنا إن اعتُديَ على أحدنا حياً كان أو ميتاً، فالروم أرادوا نبش قبر أبي أيوب الأنصاري في عهد معاوية فهددهم يزيد بقتل النصارى في بلاد العرب وهدم كنائسهم إن فعلوا ذلك، فتراجعوا وأصبحوا يحرسون القبر بأنفسهم! فاللهم إنّا نسألك أن تعيد لنا أيام العزة والكرامة قريباً بتحقيق وعدك وبشرى نبيك ﷺ بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة