- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الاكتئاب عذاب عالمي في ظلّ الرأسمالية
(مترجم)
الخبر:
ناكورو، كينيا - دفن طبيب مقيم في ناكورو تصدّر عناوين الصحف بعد أن ورد أنه قتل طفليه وتوفي لاحقاً أثناء خضوعه للعلاج في مستشفى ناكورو المستوى الخامس. ودفن الطبيب جيمس موريثي مع طفليه في منزل العائلة في جيلجيل يوم الثلاثاء. تم دفن رفاته في قبر منفصل بينما دفن الطفلان - صبي وشقيقته الصغرى - في قبر مشترك. ويقال إن المسعف قد حقن ديلان جاكارا البالغ من العمر 5 سنوات وهيلي كاروانا البالغة من العمر 3 سنوات بمجموعة متنوعة من الأدوية بما في ذلك الأنسولين. ثم تركهما ميتين في غرفة نومهما وذهب إلى غرفة نومه في شقق ميليماني في ناكورو حيث حاول الانتحار بحقن مماثلة. تم الإبلاغ عن الحادث مساء يوم 18 أيلول/سبتمبر. وقد توفى جاكارا بسبب المخدرات بعد ثلاثة أيام يوم 22 أيلول/سبتمبر بينما كان يخضع للعلاج. وأثناء دفنه في مزرعة موريشوا الخاصة به في منطقة مباروك في جيلجيل، وصفه زملاؤه بأنه طبيب طيب وأنه كان يتعامل مع مرضاه ببراعة.
التعليق:
بينما تستيقظ البلاد على أخبار مروعة ومؤسفة عن مقتل قاصريْن على يد شخص ملزم بحمايتهما من أي ضرر، تظهر المزيد من التساؤلات حول نسيج المجتمع في ظل الرأسمالية. هذا هو الفرد الناجح بحسب تعريف النظام. فهو صاحب عيادتين خاصتين، ويعيش حياة مريحة كعضو من الطبقة الوسطى في المجتمع. إن إنهاء حياته وطفليه فجأة، دليل واضح على الاضطراب العاطفي في جميع مجالات الحياة في المجتمع.
إن الانتحار شر مستطير ناهيك عن قتل أسرة بأكملها، وهذا الشر العبثي هو نتيجة مباشرة لتطبيق الرأسمالية الليبرالية التي تؤمن بالنجاح المادي الخالي من القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية. إنها فاسدة كفساد النظام، حيث يعيش الإنسان في ظل ثقب أسود عاطفي دون أي علاقة على الإطلاق بخالقه.
حياة تغيب عنها المُثُل التي تنبثق من الإجابات الصحيحة لأعظم عقدة بشرية، توجه الإنسان إلى مفهوم خاطئ والهدف من الحياة وأيضاً تعريف النجاح والسعادة بشكل خاطئ. بهذا الأساس الخاطئ، يكون الإنسان على بعد خطوة من كونه شريراً هو نفسه منسلخا عن الإنسانية. لا عجب في أن الزيادات في مثل هذه الحوادث المروعة وحالات الانتحار والأنشطة الإجرامية الأخرى قد أصبحت ظاهرة عالمية. مع عدم وجود حل من الأيديولوجية الحالية.
الإسلام هو الحقيقة المطلقة التي تنسجم مع الطبيعة البشرية وهو المبدأ العالمي الوحيد الذي يقود البشرية من الظلام إلى النور. نظام تكون توجيهاته وقوانينه حلاً مطلقاً لجميع المشاكل الإنسانية؛ الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية. قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾.
أيها الأذكياء! إلى متى ستتحملون الشر الذي ينبع من الأفكار والنظام الليبرالي؟ لقد حان الوقت لكي يدرك الجميع الحاجة إلى تغيير جذري، تغيير يعيد المعنى الحقيقي للحياة والغاية منها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمر البيتي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا