- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المسلمون في آسام الهنديّة يُبادون كما أُبِيدَ من قبلهم مسلمو كشمير
الخبر:
انتشر فيديو على منصّات التواصل الإلكتروني يظهر فيه مصوّر صحفيّ وبعض الجنود الهندوس وهم يقفزون فوق جثّة مسلم أرداه الجنود قتيلا في ولاية آسام الهنديّة بعد أن قتلوا طفلا معه وجرحوا عشرين آخرين. وهنا استفاق العالم على حوادث ومجازر أفظع منها تُرتكب في حقّ المسلمين بالهند من دون أن يكون لها صدى.
التعليق:
هذه الحادثة التي وقعت في ولاية آسام الهنديّة أعادت إلى الواجهة قضيّة المسلمين في الهند ومعاناتهم من اضطهاد حزب الشعب الهندوسي بقيادة بهاراتيا جاناتا، وكانت هذه الحادثة حلقة في سلسلة دمويّة تمّ فيها تهجير ستّ قرى في المنطقة بالأسلوب نفسه، وقد تمّ حتى الآن تهجير عشرين ألف مسلم خلال خمس سنوات فقط، وارتكاب أفظع المجازر والمذابح في حقّ من يقاوم ويرفض تسليم أرضه، بإبادتهم ونفيهم والزجّ بهم في معتقلات قسريّة معروفة بتعذيبها الوحشي.
وما يجعل الوضع في آسام قاسيا، هو تشابك الفرق الهنديّة المختلفة ضدّ المسلمين، من بوذيّين وهندوس وغيرهم من أصحاب القبائل والزعامات السياسيّة، لتقليل نسبة المسلمين أو ما يسمّونه بحملات التطهير العرقي، ذلك أنّ ولاية آسام تحتلّ المرتبة الثانية بعد كشمير من حيث عدد المسلمين، وتحدث كلّ هذه الفظاعات بتحريض الأطراف السياسيّة والإعلاميّة والقيادات الهنديّة التي تتزعّم هذه الحملات الشرسة وتنشر خطابات الكراهية وتُغطّي على قوات الشرطة بارتكاب الانتهاكات والجرائم دون محاسبة ولا قيد.
وكان كبير وزراء آسام، هيمانتا بيسوا، يقول علنا خلال الحملة الانتخابية في شهر آذار/مارس الماضي إن المعركة بوضوح هي بين المسلمين والهندوس، وأنّ الأرض ستؤخذ من المهاجرين غير الشرعيّين وستعطى للآساميين الأصلاء، وقد قامت حكومة حزب الشعب الهندي بتغيير قانون الجنسية الهندي لسنة 1955، بحيث أدخلوا فيه مادّة تقول إن غير المسلمين القادمين من أفغانستان وباكستان وبنغلادش بسبب التضييق الديني سيتمّ إعطاؤهم الجنسية الهنديّة، في حين صنّفوا المسلمين بالدخلاء الذين لا يشملهم قانون الجنسيّة، وأقاموا عشرات من معسكرات الاعتقال ليجمعوا كلّ من تمّ تصنيفهم بالأجانب وهناك معسكرات أخرى قيد البناء.
إنّ ما يحدث في الهند ليس مجرّد حوادث جديدة أو عرضيّة، وإنّما هي حرب عسكريّة ممنهجة ضدّ المسلمين منذ ستّينات القرن الماضي، تحت وطأة تحريض الآلة الإعلامية، واعتداء السلطة والزّعماء، دون أي إدانة دوليّة.
إنّ ما يحدث في آسام وكشمير ومناطق أخرى بالهند هو نفسه ما يحدث في بورما وتركستان الشرقيّة وأفريقيا الوسطى، وهو ما يحدث في فلسطين وسوريا واليمن، وهو ما حدث في أفغانستان والعراق، حينما تداعت الأمم على المسلمين واستضعفتهم وتخلّت جيوش المسلمين عن نصرتهم، وخان علماء السّوء ميراث الأنبياء، وباع الحكّام المتآمرون دماء المسلمين وأعراضهم وأطفالهم.
حينما أسقطت الخلافة الإسلاميّة أسقطت معها هيبة المسلمين وكرامتهم حتى بات القاصي والداني يتجرّأ عليهم وينتقم منهم ويُنكّل بهم فمن أمن العقوبة أساء الأدب!
لن يأمن المسلمون في هذا العالم إلّا بدولة عزيزة قويّة تحفظ النفس والدين والأرض والعرض وتجهّز الجيوش لتحمي بها بيضة المسلمين وتُولّي عليهم رجالا بحق!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري