الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تهجير السكان يطارد سنغافورة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تهجير السكان يطارد سنغافورة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

 أظهر التقرير السنوي عن السكان في سطور أن إجمالي عدد السكان في حزيران/يونيو قد انخفض للعام الثاني على التوالي، إلى 5.45 مليون - وهو انخفاض بنسبة 4.1 في المائة وأكبر انخفاض على أساس سنوي منذ عام 1950. وانخفض عدد السكان غير المقيمين بنسبة 10.7 في المائة إلى 1.47 مليون. وللمرة الأولى منذ عام 1970، سجل عدد المواطنين والمقيمين انخفاضاً عاماً بعد عام. كان عدد زيجات المواطنين العام الماضي - 19430 - هو الأدنى منذ عام 1986، وانخفضت نسبة الزيجات عبر الوطنية إلى 30 في المائة، وهي الأدنى منذ عام 1997.

 

حيث كانت هناك زيادة، وبوتيرة أسرع من ذي قبل، كانت نسبة المواطنين من سن 65 وما فوق. وقد ارتفع هذا إلى 17.6 في المائة في حزيران/يونيو، من 16.8 في المائة في العام الماضي و10.4 في المائة في عام 2011. ومن المتوقع أن تصل نسبة المسنين إلى 23.8 في المائة في عام 2030. أما السكان الذين يتقدمون في السن ولا يتكاثرون فيشكلون فجوات في سوق العمل، الذي لطالما ربطته سنغافورة بسياسة الهجرة واستيراد العمال المهاجرين. هذا العام، كان الانخفاض الكبير في قطاع غير المقيمين بشكل أساسي بسبب حاملي تصاريح العمل في قطاعات البناء وأحواض بناء السفن والعمليات، الذين يشكلون 20 في المائة من الأجانب هنا، والذين يقومون بالعمل الذي يتجنبه السنغافوريون.

 

إن الحديث عن تقليل اعتماد سنغافورة على العمال الأجانب حديث طويل الأمد. تتراوح الأفكار والمبادرات التي تم تداولها حول الاستثمارات في الأتمتة والتكنولوجيا للقطاعات ذات الأجور المنخفضة، إلى تحسين المهارات والتعليم وسط المنافسة على الأدوار المهنية والإدارية والتنفيذية. (ستريت تايمز)

 

التعليق:

 

كانت سنغافورة تصارع التحديات الديموغرافية الهيكلية منذ السنوات السابقة. هذا ليس فقط تأثير الوباء ولكن الوباء يزيد من سرعة هذه المشكلة أكثر فأكثر إلى السطح.

 

لا يمكن إنكار أن سنغافورة تعاني من متلازمة شيخوخة السكان، وهو بالضبط ما حدث في الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية بسبب سماتها الأيديولوجية الليبرالية والرأسمالية التي قوضت أهمية بناء الأسرة. من الواضح أن هذا مرض نموذجي للمجتمع العلماني.

 

ذكرت تنبؤات ديبلومات منذ عام 2015 أن شرق آسيا ستواجه تهديداً ديموغرافياً أكبر، ألا وهو الانقراض. تكافح كوريا الجنوبية واليابان وتايوان وسنغافورة لتمويل عبء المنافع المجتمعية لسكانها المتزايدين من كبار السن.

 

من الواضح أن الرأسمالية قد أضرت ببناء الأسر والمجتمعات وشلت بقاء الأمة. ألم يطلب الله تعالى في القرآن أن نتعلم من قصص هلاك الأمم على وجه الأرض؟ ﴿قُلْ سِيْرُوْا فِى الْاَرْضِ فَانْظُرُوْا كَيْفَ كَانَ عاقِبَةُ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلُ كَانَ اَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِيْنَ﴾.

 

من هنا، علينا أن نبحث عن بديل مبدئي يناسب البلاد الإسلامية، لحمايتها من هذا النوع من الخراب والعلل الديموغرافية. مبدأ يتوافق مع الفطرة البشرية ولكن لديه أيضاً آلية لتقدم الحضارة. هذا المبدأ ليس سوى الإسلام.

 

وكما يقول الاقتباس: "إذا أنفقت أمريكا مئات الملايين من الدولارات على الأبحاث لحل المشكلات الاجتماعية في مجتمعها، فإن الإسلام يلغي العادات التي ترسخت في المجتمع الجاهل ببضع آيات من القرآن" - سيد قطب. تضمن الرؤية الإسلامية ألا تتسبب الحداثة والتقدم في إحداث اضطراب ودمار في المجتمع، بحيث لا يتطلب التقدم التكنولوجي في الإسلام تكاليف مجتمعية مثل المجتمع الرأسمالي. لذا خذوا درسا!

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالسبت, 16 تشرين الأول/أكتوبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع