- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إثيوبيا كانت جوهرة التاج الأفريقي في عهد الخلافة
(مترجم)
الخبر:
في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2021 أفادت بي بي سي أن غارة جوية على مدينة تيغراي الإثيوبية قتلت مدنيين. وتواجه المنطقة حالياً توتراً مع جبهة تحرير تيغراي المتمردة التي تقاتل الحكومة الإثيوبية القائمة. وقدرت اليونيسف أن أكثر من 100000 طفل في شمال إثيوبيا معرضون لخطر المجاعة بسبب الاضطرابات. كما وضع الصراع النساء في خضم انعدام الأمن مع انتشار انتهاكات حقوق الإنسان وتصاعد الاعتداءات على النساء في ظل الفوضى. هذا بالإضافة لنزوح أكثر من مليون مواطن.
التعليق:
النزاع والحرب والمجاعة ليست الظروف الطبيعية لهذه المنطقة، على الرغم من أنها تبدو الشيء الوحيد الذي سمعنا عنه.
كانت إثيوبيا تُعرف سابقاً باسم الحبشة وهي الدولة الوحيدة في القارة التي لم يتم استعمارها مطلقاً، فهي تتمتع بتاريخ من القيادة والقوة الإقليمية. في الواقع، تأسست هرار، أكثر مدنها نفوذاً، منذ أكثر من ألف عام واعتمدت المنطقة الإسلام كنظام حكمها. كانت أولى المدن التي هاجر إليها المسلمون الأوائل بعد فرارهم من شبه الجزيرة العربية. نمت هرار لتصبح طريقاً تجارياً رئيسياً بين أفريقيا والهند والشرق الأوسط وكانت بوابة لانتشار الإسلام في القرن الأفريقي. يثبت السكان النصارى الأرثوذكس أن الناس عاشوا في وئام واحترام متبادل تاريخياً.
أثبتت بنيتها التحتية المزدهرة في ظل الخلافة أنها تضم أكبر تجمع للمساجد لكل كيلومتر مربع في العالم. غالباً ما يشار إليها على أنها رابع أقدس منطقة إسلامية وتُعرف باللغة العربية باسم مدينة الأولياء (أي صاحبة الشخصيات الإسلامية البارزة). إن الحكام الذين طبقوا القرآن والسنة سمحوا للمنطقة بالازدهار كنموذج ساطع للحضارة. كان بلال بن رباح أحد أكثر الصحابة ثقة وإخلاصاً للنبي محمد ﷺ، وكان عبداً حبشياً وتحرر وأصبح من أقرب الصحابة وأكثرهم ثقة. بلال هو أول من كلف بالأذان للصلاة. كما تم تعيينه وصيا على الخزينة (بيت المال).
تمثل إثيوبيا حوالي 3٪ من سوق البن العالمي. وتمثل القهوة الآن حوالي نصف صادرات إثيوبيا وتوظف حوالي ربع السكان، بشكل مباشر أو غير مباشر. هذه النقاط ليست سوى جزء قليل من النقاط لإظهار الإمكانات الهائلة غير المستغلة التي يخنقها الفساد والصراعات على السلطة بفعل مجموعة قليلة خارجة عن القانون تدير البلاد.
فقط عندما تتحرر الأمة من قبضة الأفكار الليبرالية الرأسمالية وتعتنق الرؤية الحقيقية للأحكام الإسلامية في نظام الإسلام، سيتم التخلص من الانقسام وعدم الاستقرار في المنطقة ويمكن للإمكانات الكاملة للأمة أن تتحقق.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير