- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض من ويلات الحرب في اليمن
المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار!
الخبر:
كشف تحقيق استقصائي قيام مستشفيات متعاقدة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بعمليات بتر أعضاء جرحى في مدينة تعز، دون الحاجة إلى بترها، التحقيق، الذي حمل عنوان "بزنس في مستشفيات يمنية، أول العلاج البتر" ونشرته شبكة "أريج"، وثّق 574 حالة بتر أعضاء، شملت الجنسين، وقال إن المستشفيات غير المؤهّلة - حسب وصفه - أجرت العمليات في ظل غياب الرّقابة عليها، وفي مخالفة للعقود المُبرمة بينها وبين المركز، وأفاد التحقيق بأن مستشفيات "البريهي" و"الصفوة" بالإضافة إلى "الروضة"، التي أجريت فيها عمليات البتر، تعاني من ضعف الإمكانيات، وغياب الكوادر المتخصصة لإجراء العمليات الجراحية، وبحسب التحقيق، يدفع المركز 1200 دولار كحد أدنى و4000 دولار كحد أقصى، عن كل حالة تُعالَج، ووفقا للتقارير، فإن المركز وقّع العقود مع تلك المشافي وفقا لتزكية وزارة الصحة، موقّعة من قِبل مكتب الوزارة في المحافظة، إلا أنّ السلطات الصحية ذاتها نفت ذلك. (قناة بلقيس الفضائية، 2021/10/20).
التعليق:
هناك مصائب ظاهرة للعيان تنتج جراء الحروب ومصائب أخرى لا ترى إلا لمن يمعنون النظر، فخلال سبع سنوات دخلت فيها اليمن في أتون صراع عسكري طاحن بين أمريكا وبريطانيا وعملائهم نتج عنه أنهار من الدماء وخسائر في الممتلكات وتدمير للجيوش والأسلحة التي اشتريت من قوت أبناء هذا البلد وكانت مسلطة عليه!! ونتج عنها نزوح الآلاف من الناس وفقد الكثير وظائفهم وانهارت العملة ونتج عنها ارتفاع جنوني للأسعار، وقد ظهرت طرق أخرى لتدمير الناس زادت من معاناتهم وربما تأثيرها أكبر من سابقاتها وهي عمل منظمات المجتمع المدني والتي ركزت على فئتين من الناس؛ على الشباب وهم أهم فئة عمرية، والفئة الثانية النساء بكل فئاتها، والظاهر أن عمل هذه المنظمات إنساني لمساعدة الناس ولكن في الحقيقة كان الغرض منه تفسخ المجتمع وسلخ هذه الفئة المهمة عن دينها فهي تغريهم بالرواتب وتأخذ منهم أهم ما عندهم وهو أفكار الإسلام واستبدال العلمانية بها، بما فيها من حريات مطلقة تتناقض مع أحكام دينهم العظيم.
ونحن بصدد تسليط الضوء على ما يدور في المشافي التي الأصل فيها أن تنقذ الناس وتطببهم ولكنها على العكس من ذلك تَعُدّ كم الحالات التي قطعت أطرافها لتستلم مقابلها الدولارات من مركز سلمان عميل أمريكا. إن الحالات التي ذكرها التحقيق واستطاع الوصول لعددها هي 574، وهي ليست بالقليلة - هذا ما أظهره التحقيق في بعض مشافي تعز فقط - وهؤلاء كلهم أصبحوا في حالة مقعدة وبالتالي فالهدف واضح وهو من لم تقض عليه الصواريخ والرصاص تقعده المشافي بالبتر لغرض الحصول على الدولارات، إننا ندرك أن البتر في الطب قد يلزم ولكن ليس بهذا العدد! فمن المتسبب بهذا أليس الحكام هم من أوصل البلاد لهذه المرحلة؟
إن المصيبة ليست في ظلم الحكام الأشرار بل في صمت الأخيار، إن ويلات الحروب كل يوم تزداد فما هو الحل وكيف السبيل لوقف هذا الظلم والبلاء؟
جزى الله الشدائد كل خير *** عرفتُ بها عدوي من صديقي
بذا قضت الأيام ما بين أهلها *** مصائب قوم عند قوم فوائد!
فالأصل أن هذه المصائب أظهرت للناس معدن هؤلاء الحكام الخونة والعملاء فهم يرعون مصالح الغرب، فيجب على الأخيار من أهل اليمن أي ييمموا وجوههم وعقولهم نحو التغيير الجذري لقلع هؤلاء الحكام ومَلَئِهِمْ، وليدركوا أن هذه الحياة الدنيا قصيرة، فليسارعوا إلى رضوان الله بالعمل لإيجاد الحاكم الذي يطبق فينا شرع الله ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾، ولتعلموا أن حزب التحرير قد بدأ بالعمل منذ 70 عاما في هذا الطريق وأعد العدة لشكل الدولة ودستورها وأجهزتها، وأعد منهجاً لبناء رجال الدولة ليكونوا بإذن الله رجالاً كرجال الدولة الأولى، وقد لاقى شبابه صنوف الأذى من ظلم الحكام وملئهم ولكنه مستمر على الطريقة الشرعية لإقامة الدولة لم يحد عنها قيد أنملة، فيا أيها الأخيار من أهل القوة والمنعة ومن غيرهم ننتظر منكم وقفة عمرية لنصرة دينكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عبد الهادي حيدر – ولاية اليمن