- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بالخلافة نطبق شرع ربنا ونصون نبينا ونحمل الخير للعالم أجمع
الخبر:
انطلق في مدينة إسطنبول التركية، الثلاثاء، المؤتمر التأسيسي لـ"الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام"، بحضور كوكبة من العلماء ورجال الدين حول العالم.
وشارك في المؤتمر أكثر من 300 شخصية دينية وسياسية أبرزهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، والداعية الموريتاني محمد الحسن ولد الددو، ورئيس حركة حماس في خارج فلسطين خالد مشعل.
وتهدف هيئة نصرة النبي التي أعلن عن تأسيسها في مستهل المؤتمر، إلى العمل بتوجيه ومشورة علماء الأمة على التعريف بالنبي وسيرته بكافة اللغات الحية "أملا في سد الثغرة التي ينفذ منها بعض المغرضين".
كذلك تسعى إلى "العمل على الرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الأمة والإنسانية من خلال لجان متخصصة للرد عليها بشكل علمي وشرعي ونشرها عبر منصاتها الإعلامية"، بحسب ما جرى إعلانه في مستهل المؤتمر من المنظمين.
وستطلق الهيئة، لاحقا، عدة منصات إعلامية يقوم عليها شباب مختصون للنشر عن النبي محمد ﷺ ودعوته بدوام يومي منتظم، والتعاون وتنسيق الجهود مع جمعيات العلماء والاتحادات الإسلامية، وإطلاق الحملات الشعبية المناصرة مع كل هجمة يتعرض لها.
التعليق:
أيها العلماء والسياسيون الأفاضل المجتمعون لبحث سبل نصرة النبي ﷺ، لا أحسب أن ما سأقوله في هذه السطور خافٍ عنكم أو مجهول لديكم، بل أنا على يقين أن لديكم من العلم ما هو أكثر، ولكن عملاً بـ ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى﴾، ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
أيها العلماء الأفاضل: أما وقد تقلدتم مكانتكم في الأمة بما حباكم الله من خير، وأكرمكم بكرامة العلم، وفي المقابل فقد تكلفتم بأمانة التبليغ وحراسة الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تخشون في الله لومة لائم، ولا تشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، محاباة لحاكم أو طلباً لمنصب أو طمعاً في لعاعة الدنيا الزائلة...
أود أن أذكركم بقاعدة يعمل بها التربويون، وفي الوقت ذاته تصلح أن يعمل بها السياسيون، وهي قاعدة "من أمن العقوبة أساء الأدب"، وأذكركم أيضاً بقول الإمام مالك "ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها، من شتم الأنبياء قتل"، فالأصل أن ينهض المسلمون لنصرة دينهم، ونصرة نبيهم صلوات ربي وسلامه عليه بجمع قواهم، والاجتماع جسداً واحداً في كيان واحد في دولة الخلافة، التي لم يكن الاعتداء على آحاد المسلمين في وجودها يمر بلا عقاب، فكيف بالاعتداء على حبيبهم وقائدهم ونبيهم ﷺ، وإن شئتم فاسألوا بني قينقاع وما حدث لهم بعد كشفهم لعورة امرأة مسلمة في عهد النبوة، واسألوا عمورية عن أسباب فتحها على يد المعتصم، واسألوا فرنسا عن أسباب امتناعها عن عرض مسرحية تتجرأ على صاحب الجاه العظيم، وحضرة النبي الكريم ﷺ.
ولست هنا في معرض استذكار تلك المشاهد العظيمة ومواقف العز، ومحطات الكرامة التي جسدتها تلك الدولة، فلسنا بحاجة للبكاء على الأطلال، والتغني بإنجازات أمم قد خلت من قبلنا، بل ينبغي أن ندرك أن من بديهيات المناقشة والاحتكاك مع غير المسلمين وفي خضم الاجتهاد بالتعريف برسول الله ﷺ، واستعراض فضائله وشمائله، من البديهيات أن نسأل أين هدي نبيكم من حياتكم، أين ما تبشرون به من الصلاح والخيرية والطمأنينة والعدل، فحالكم مزرية، وما بكم من المعاناة والضيق لا يمكنكم وأنتم كذلك أن تقدموا خيراً للعالم. وبذلك نحن نسيء للإسلام ونبينا أيما إساءة، فنصير فتنة للذين كفروا وهو ما استعاذ منه المؤمنون بقولهم ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا﴾، وهو ما يدعونا للتفكير تفكيراً منتجاً، فنعمل حثيثاً للبحث في آليات إعادة إحياء دولة الخلافة فينا، واستئناف الحياة الإسلامية، وتطبيق شرع الله حتى نجسد الإسلام واقعاً في حياتنا، فيكون لسان حالنا أصدق وأشد تأثيراً من لسان مقالنا، ونستطيع أن نقدم للبشرية نموذجاً، ومثالاً للحياة التي تليق بالإنسان بما شرع الله له من أحكام، ونقدم بديلاً حضارياً عن حضارة الغرب المتوحشة، التي تعلي من قيمة المادة ولا تحترم ديناً ولا خُلقاً ولا إنساناً.
هذا هو الطريق فكونوا أيها العلماء في مقدمة العاملين له، وادعوا الأمة للعمل به، وخاطبوا جيوش المسلمين بخطاب الله ورسوله ﷺ ليكونوا الأنصار لدينه، وحينئذ نعيد الحياة لأمتنا، ونضعها في الموضع الذي ارتضاه الله لها؛ ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ونكتب الأمل للبشرية جمعاء فنخرجها من جور الرأسمالية، وظلم العلمانية إلى رحمة وعدل الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ خالد سعيد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)