- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوراق باندورا تكشف الوجوه الحقيقية للحكام الديمقراطيين!
(مترجم)
الخبر:
إن اكتشاف أوراق بنما قد صدم العالم منذ حوالي خمس سنوات. واليوم، اهتز العالم مرة أخرى من خلال تحقيق أوراق باندورا الذي شارك فيه 600 صحفي من 150 مؤسسة إعلامية في 117 دولة. استند التحقيق إلى 11.9 مليون وثيقة سرية مسربة تتضمن 2.9 تيرابايت من البيانات، من 14 شركة خدمات مالية في جميع أنحاء العالم. وكشف التحقيق أن 12 شخصاً في ماليزيا، من بينهم أربعة سياسيين، متورطون في صفقات مالية سرية في الخارج. ومن بين القادة الماليزيين المدرجين في القائمة وزير المالية، تنكو ظفر زين العابدين، ونائب وزير المالية الثاني، يماني حافظ موسى، ورئيس المنظمة الوطنية الماليزية أحمد زاهد حميدي، ووزير المالية السابق تون دايم زين الدين.
التعليق:
لقد كشفت أوراق باندورا حقاً عن الوجوه الحقيقية وطبيعة الحكام والسياسيين في جميع أنحاء العالم، غربا وشرقا حتى البلاد الإسلامية. إنهم يسنون القوانين ويفرضون الضرائب على الناس، لكنهم في الوقت نفسه يتهربون من دفع الملايين من الضرائب. تكشف أوراق باندورا عن جشع الحكام والسياسيين والرأسماليين في كل مكان؛ إنهم يحتكرون ممتلكات الدولة ويخزنونها لمصالحهم الشخصية أو العائلية. لقد تراكمت ثروتهم بسبب مناصبهم وسلطتهم وتأثيرهم. إذا كان الكفار قد ارتكبوا هذه الأفعال الشريرة في الغرب، فمن السهل استيعاب ذلك؛ فهم لا يؤمنون بالله وبالنسبة لهم فإن الهدف من الحياة هو ببساطة السعي وراء أكبر قدر ممكن من الملذات الدنيوية. ولكن من المفارقات أن أموراً أسوأ تحدث في البلاد الإسلامية، فحكام المسلمين هؤلاء والساسة والرأسماليون الفاسدون ليسوا بهذا الجهل فهم يعرفون بأن سرقة وسلب حقوق الناس حرام شرعاً، وأن الفساد والاختلاس وإساءة استخدام السلطة حرام؛ وأن الخيانة والاستبداد حرام. ومع ذلك، فإن لديهم الجرأة على تجاهل المحظورات، ويكرسون حياتهم للمال والسلطة والترف بدلاً من طاعة الله سبحانه وتعالى.
لقد دمر النظام الرأسمالي الديمقراطي الذي يهيمن على حياتنا اليوم الحياة البشرية الكريمة تماماً. سيكون الأغنياء دائماً في القمة والفقراء دائماً في الأسفل. باسم النظام الذي "يأتي من الشعب، ومن أجل الشعب"، فإن الحقيقة القاسية الساخرة هي أن عامة الناس هم الذين سيظلون دائماً مضطهدين ومخدوعين. كما أن النخب الغنية والقوية هي التي تسيطر على كل شيء من الحكم والقانون والاقتصاد والثروة الوطنية وحتى أفكار الناس. لا يُسمح لأحد بمعارضة النظام الديمقراطي، وأي شخص يجرؤ على معارضته سيُوصَف بسرعة بالمتطرف والإرهابي!
في الإسلام كل من اغتصب حقوق الناس وثروات البلاد، ناهيك عن الحكام، يكون قد ارتكب حراماً. عندما يخزنون ما استولوا عليه، في الواقع، فإنهم يكدسون المزيد من الذنوب! فكنز المال ذنب عظيم، وعقابه جهنم، كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾.
بالتأكيد، يجب أن يعود هذا العالم إلى النظام الذي وضعه خالق الكون ويطبقه حكام مؤمنون وأتقياء. يجب على البشرية عامة، والمسلمين على وجه الخصوص، العودة إلى نظام يكون فيه كنز الثروة حراماً ما يدفع الناس لتأدية الزكاة لتطهير أنفسهم، بحيث يكون لديهم دائماً الدافع لإنفاق أموالهم في سبيل الله سبحانه وتعالى. يحتاج البشر إلى نظام لا يقوم حكامه بأكل الطعام إذا كانوا يعرفون أن رعاياهم ليس لديهم طعام يأكلونه. يحتاج الجنس البشري إلى النظام الذي طبقه الرسول ﷺ والخلفاء الراشدون. يحتاج الإنسان إلى نظام شرعه خالق الإنسان وهو راض عنه. هذا هو النظام الإسلامي - نظام الخلافة - وهو نظام ضروري وواجب على البشرية. نظام يجلب الرخاء ليس فقط في هذا العالم، ولكن أيضاً في الآخرة لأولئك الذين يؤمنون بربهم وباليوم الآخر. هذا هو الحل الوحيد للبشرية، النظام الشرعي الوحيد ليحل محل النظام الفاسد الذي لدينا اليوم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا