- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يلم شعث المسلمين ويجمع شملهم إلا الخلافة
الخبر:
التوتر بين المغرب والجزائر يزيد تفاقم معاناة آلاف العائلات المختلطة التي تعيش على طول الحدود. "رأي اليوم".
وفي السياق نفسه؛ راسل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الأمين العام للأمم المتحدة وعدة منظمات دولية وإقليمية بشأن "اغتيال 3 جزائريين في قصف مغربي"، هذا مع العلم أن المغرب قد نفى أي علاقة له في مقتل الجزائريين الثلاثة. (روسيا اليوم، 2021/11/05م)
التعليق:
على الرغم من مرور قرن من الزمن على هدم دولة الخلافة الإسلامية وتمزيق رقعتها إلى دويلات متفرقة، رسمت حدودها اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، إلا أن معاناة المسلمين لم تتوقف يوما بل هي تتفاقم وتزداد. وليست هذه المعاناة خاصة بأهلنا في المغرب والجزائر بل هي عين معاناة المسلمين في سوريا والأردن ولبنان، وهي ذاتها في مصر والسودان، وفي كل بلاد المسلمين التي صنع حدودها الغرب الكافر المستعمر إثر هدمه دولة الخلافة.
وإن هذه المعاناة ليست خاصة بمن يسكن على طول الحدود الوهمية كما يروج الإعلام التابع للأنظمة، بل إن السواد الأعظم من المسلمين يعيشها ويعاينها أثناء التنقل والسفر من بلد إسلامي إلى آخر، هذا إذا استطاع السفر إليها والتنقل بينها! وكم من مريض من قطاع غزة مات على حدود سايكس بيكو لرفض السلطات المصرية السماح له بالدخول لتلقي العلاج! وكم من طالب لم يستطع اللحاق بجامعته لأن الحدود مغلقة! وكم شاباً لقي حتفه على أيدي القوات المصرية لأنه تجاوز بضعة أمتار من حدود سايكس بيكو، وكم وكم...! كل هذا لتكريس الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، وإضفاء القدسية على مفهوم الوطن والوطنية، وذلك بأمر من الكافر المستعمر وأذنابه حكام السوء. وما قام به وزير خارجية الجزائر من التقدم بشكواه إلى مؤسسات الغرب الكافر ومنظماته، هو من هذا الباب.
صحيح أن مشاعر الأخوة الإسلامية المنبثقة من العقيدة الإسلامية ما زالت متغلغلة في نفوس المسلمين مهما حاول الغرب وأذنابه القضاء عليها، فأهل المغرب والجزائر على سبيل المثال بريئون مما تقوم به السلطات الآثمة في كلا البلدين من إيجاد العداوة والبغضاء بينهم، إلا إن معاناة المسلمين لن تتوقف أبدا طالما أنهم راضون عن هذه الحدود الوهمية التي يحرّم الإسلام وجودها، وساكتون على هؤلاء الحكام الذين يعملون في الليل والنهار على تفرقتهم وإثارة الشحناء بينهم، فإلى العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها نبينا ﷺ والتي ستسحق هؤلاء الرويبضات وتشرد بهم مَن خلفهم، وستجعل من هذه الحدود أثرا بعد عين، وستلم شعث المسلمين وتجمع شملهم، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل