الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إن الحرائق في البلاد لا يمكن رؤيتها من القصور، يا سيد!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن الحرائق في البلاد لا يمكن رؤيتها من القصور، يا سيد!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صاحب مقولة "نحن كتبنا كتاب الاقتصاد ونواصل كتابته. فماذا فعلتم أنتم؟"، مخاطباً زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو في برنامج "اجتماع تركيا الكبير لاتحاد نقابات موظفي الخدمة المدنية" قال: "لقد طورنا اقتصادنا رغم حفنة من النخب التي اعتادت الثراء دون عمل. الحمد لله، لم ولن نترك إخواننا أصحاب الدخل الثابت يُسحقون تحت ضغط التضخم".

 

التعليق:

 

سباق الغربلة للسياسيين في ساحة الديمقراطية هو في الواقع ساحة قبيحة لمن يمكنه خداع الناس أكثر وتحقيق مصالحه. فالمقولات مثل "أنا فعلت هذا، وأنت لم تفعل أي شيء"، هي بالضبط ما نتحدث عنه. حيث إن الضرائب التي يجمعها الحكام بلا رحمة من الناس، وحقيقة أنهم يتفاخرون ببعض الأعمال التي ينجزونها بهذه الضرائب وأنهم يستخدمونها كأداة لمصالحهم السياسية، تكشف عن مستوى الديمقراطية وحكامها.

 

أنتم أيها المسؤولون، ألا تنظرون إلى التاريخ إطلاقاً؟ في أي فترة من التاريخ الإسلامي وأي من الحكام المسلمين قام بالتفاخر والتباهي ليلاً ونهاراً بالإنجازات العظيمة التي حققها؟ لقد تحدوا العالم وافتتحوا حقبة وأغلقوا أخرى. وعلى الرغم من أنهم غيروا تاريخ العالم، إلا أنهم لم يسعوا وراء أي هدف سوى رضا الله سبحانه. غير أن أردوغان يتحدث عن تأليف كتاب الاقتصاد! فإذا كان الكتاب الذي تقول إنك كتبته يشبه أفعالك الحالية، فويل للناس مما جلبت لهم! هذا ما جلبه النظام الرأسمالي، الذي ما زلت تطبقه دون انقطاع لمدة 20 عاماً على الشعب. لقد طبقتم الربا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى بشكل صارم وشديد، وأشركتم كل الناس تقريباً في هذه القذارة. ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.

 

غير أن هذه الآية تنهاكم بشدة عن هذا العمل. وعلى الرغم من وجود نظام الإسلام الطاهر، قمتم بتطبيق النظام الرأسمالي الفاسد والنجس وجر الناس من كارثة إلى أخرى. وقد أنعشتم لوبيات الربا بالضرائب التي فرضتموها على كاهل الناس. وهدرتم جميع الموارد العامة من أجل إمتاع حفنة من النخب. بعد كل شيء، لا يمكنكم جعل الناس سعداء بالمعنى الدنيوي، وأنتم تركتموهم محكومين بمعيشة صعبة. حيث إن الشاغل الوحيد للناس في الوقت الحاضر عندما يستيقظون هو تأمين رزقهم. فللأسف، على الرغم من عدم إمكانية رؤية نار ولا دخان الحريق الاقتصادي في البلاد من القصور الزجاجية للحكام إلا أنهم لا يزال بإمكانهم الحديث عن تنميتهم للاقتصاد! دعونا نُذكّر أردوغان، نعم، يمكنكم تنمية الاقتصاد بالأرقام، يمكنكم الكذب بأن الناس يزدادون ثراءً باستخدام خدعة الناتج القومي الإجمالي، لكن الحقيقة هي أن الناس يزدادون فقراً يوماً بعد يوم وأن الذين حولكم فقط هم من يزدادون ثراءً. غير أن الحكام المسلمين وظيفتهم أن يوفروا للناس رفاهيتهم في الدنيا وخلاصهم في الآخرة. فتوقفوا عن كتابة كتاب الاقتصاد الرأسمالي وانخرطوا في أعمال جادة تنقذ دنيا الناس وآخرتهم. ولا تنسوا أن الحكم هو مسؤولية. وأنتم استغليتم هذه المسؤولية بطريقة خاطئة على مدى عشرين عاماً. توبوا إلى الله واجعلوا آخر عمركم وعهدكم لله تعالى، وطبقوا النظام الإسلامي، فربما تكون هذه آخر فرصة لكم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالخميس, 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع