- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عمالة وذل الحكام مقابل إخلاص الأمة وعزها
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الجمعة، 2021/11/26م خبرا تحت عنوان: "رهنونا للكيان".. مظاهرة أردنية ترفض اتفاق المياه والكهرباء مع (إسرائيل)، جاء فيه:
تظاهر آلاف الأردنيين اليوم الجمعة في العاصمة عمّان احتجاجا على توقيع اتفاقية الكهرباء مقابل المياه مع (إسرائيل) برعاية أمريكية.
ودعت إلى هذه المسيرة قوى حزبية ونقابية في الأردن تعارض اتفاق إعلان النوايا الذي وقع الاثنين الماضي في الإمارات بين الأردن و(إسرائيل).
وتقضي بنود الاتفاق بأن تقوم الأردن بتزويد (إسرائيل) بـ600 ميغاوات من الكهرباء عبر مزرعة طاقة شمسية كهروضوئية في صحراء الأردن الجنوبية. في المقابل، تزود (إسرائيل) الأردن بـ200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة عبر محطة خاصة على البحر المتوسط.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من أمام المسجد الحسيني، وصولا إلى ساحة النخيل وسط تواجد أمني مشدد بالعاصمة عمان وهتف المتظاهرون "رهنونا للكيان وبكرا بيحتلوا عمان"، و"ماء العدو مذلة"، و"يا للعار يا للعار حكومة كلها تجار". كما نددوا بـ"التطبيع"، معتبرين أنه "خيانة".
التعليق:
يحمل الخبر في طياته ثلاثة أمور، فكان لا بد لنا من التعليق عليها منفردة؛ فالأمر الأول أن النظام الأردني ومنذ تأسيسه على يد الإنجليز إنما هو مشروع وظيفي يقوم بحماية أمن كيان يهود الخارجي من الجهة المحاذية له حدودياً وتزويده بأسباب الحياة، والكهرباء واحدة منها، ومن قبلُ فرط النظام الأردني بمياه حوض الديسي خدمة لكيان يهود، وما أوصل الناس إلى العطش والجوع والحاجة إلى المياه المحلاة إلا بالتنازل سابقاً عن مياه الأردن ضمن اتفاقية وادي عربة وما زالت الاتفاقيات المشؤومة تتكرر وتظهر.
أما الأمر الثاني الذي يحمله الخبر أعلاه فإن الجزيرة قد تعمدت الخطأ والتضليل في الخبر من وجهين؛ أما الوجه الأول فهو تسمية الاحتلال بـ"دولة إسرائيل" في حين إن الصغير قبل الكبير يدرك أنها كيان غاصب لأرض فلسطين، وأما التضليل الثاني فهو بطريقة صياغة الخبر بأن كيان يهود سوف يزود الأردن بـ200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة عبر محطة خاصة على البحر المتوسط، وكأن هذا الكيان صادق دوماً بما يعد ويقول!
وأما الأمر الثالث الذي يحمله الخبر فهو أن الأمة ما زالت حية، لم تمت ولن تموت، فهي متعطشة للنصر والتمكين ومدركة أن سبب الفقر والعطش والجوع الذي تحياه إنما هو بسبب أولئك الحكام، وهي في الوقت نفسه تدرك أن لا خلاص لها من هذا الواقع المرير إلا بإقامة دولة الإسلام وتحكيم الشرع في كل كبيرة وصغيرة من حياتها، فالأمة مخلصة لكنها مكبلة.
والمضحك المبكي في هذا الخبر أننا ما زلنا نجد النظام الأردني يملك من الوفرة المالية لأداء كل المشاريع الخيانية والسارقة للمال العام وعلى رأسها تملك العقارات الفاخرة في بريطانيا وأمريكا على حساب شعبه المسحوق المطحون، محاولاً إخفاء امتلاكه للعقارات الكثيرة التي لا حاجة له فيها، في أمريكا وبريطانيا عن عيون شعبه، ويردد الملك عقب كل فضيحة "هناك حملة ضدّ الأردن وهي ليست الأولى من نوعها، وهناك من يُريد التخريب ويبني الشكوك"، ثمّ العزف على لحن الإصلاح الاقتصادي والإداري الموهوم! وها هو رأس الإصلاح ببيع الأردن كهرباء ومياه وسيادة لدول الكفر قاطبة دون استثناء.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي