الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغرب يوزع الاتهامات بالإرهاب وهو أس الإرهاب وأساسه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغرب يوزع الاتهامات بالإرهاب وهو أس الإرهاب وأساسه

 

 

 

الخبر:

 

أقر مجلس العموم البريطاني المذكرة التي تقدمت بها وزيرة الداخلية بريتي باتيل لتصنيف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بجناحيها السياسي والعسكري إرهابية، ومن المقرر أن يدخل الحظر حيز التنفيذ غداً الجمعة.

 

ويتضمن الحظر عقوبات بالسجن لمدة تصل إلى 14 سنة أو الغرامة على من يدعم حركة حماس أو يرفع أعلامها أو شعاراتها. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

مثل هذا القرار مرفوض تماماً، وغير مقبول جملة وتفصيلاً، فلا المُتَّهَم يستحق التُهمة، ولا المُتَّهِم يملك الحق في الاتهام، فلا يمكن أن يكون الدفاع عن النفس والمال والعرض تهمة، ولا يمكن أن يكون الدفاع عن الأرض والمقدسات تهمة، بل هو شرف وكرامة وحق لكل مظلوم، ولا يمكن لدولة مجرمة ظالمة مثل بريطانيا أن تنصب نفسها قاضية لتلقي التُهم جزافاً على الناس، وهي التي تقطر يداها بالدم، وتاريخها أسود في الاستعمار، وجرائمها المشينة بحق العديد من شعوب العالم أكبر من أن يضمها سجل أو كتاب، فهي أس الإرهاب وأساسه، ويكفيها جرماً هدمها لدولة الخلافة الإسلامية، وتقسيم بلاد المسلمين إلى مستعمرات لا زال الغرب يرتع فيها نهباً وفساداً وإجراماً إلى يومنا هذا، وقد أتمت بريطانيا جريمتها بزرع كيان يهود في فلسطين قلب الأمة الإسلامية، للمحافظة على ذلك التقسيم والشرذمة، وحتى بعد أن تكفلت شريكتها في الإرهاب والإجرام أمريكا برعاية كيان يهود، فهي لا زالت توفر له مظلة من الحماية تمكنه من ممارسة إجرامه وغطرسته وإرهابه في الأرض المباركة فلسطين دون حسيب أو رقيب، ويأتي هذا القرار بحظر حركات المقاومة واتهامها بالإرهاب خطوة من خطوات الشرعنة والحماية لذلك الكيان الغاصب.

 

كما قلنا في البداية إن مثل هذه الاتهامات مرفوضة بالمطلق، ولكن علينا في المقابل أن ندرك أن مصطلح الإرهاب فضفاض غير محدد المعالم، ويبقى سيفاً مسلطاً في أيدي القوى الكبرى على رقاب المخالفين والضعفاء، وإذا ما تعلق الأمر في بلاد المسلمين فالإسلام هو المتهم بالإرهاب بحسب وجهة النظر الاستعمارية الغربية، وعلينا أن ندرك أن مثل هذه الاتهامات في جانب من جوانبها بمثابة فخاخ سياسية يجب الحذر منها، فلا ينبغي التعلق بوهم القبول الدولي والانفتاح على العالم، وموافقة المواثيق الدولية، وفي المقابل يتم التخلي والتنازل عن المبادئ والقضية، فكم من حركات التحرر، طمعاً في المسايرة وتخطي المقصلة، أصبحت أداة للاستعمار في بلادها، بينما تسوق على شعوبها استقلالات مزيفة؟!

 

ولماذا نذهب بعيداً، فهاك منظمة التحرير الفلسطينية مثال صارخ على حجم التهافت والتنازل والتفريط، فبحجة التوافق مع الشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بفلسطين، باتت الحياة عندها مفاوضات، وأعيد تشكيل خارطة فلسطين لتنحصر في حدود 1967، وصارت المقاومة إجراماً، والتنسيق الأمني مع يهود مقدساً، ومحاربتهم كفراً، والمشروع الوطنى بات مشروعاً استثمارياً!

 

لذلك الحذر كل الحذر من مسايرة الغرب ومحاولة استرضائه مهما كان قليلاً، ويجب أن ننطلق في قضايانا وننظر لها على أساس عقيدتنا وأحكام إسلامنا، وليس من خلال نظرة الكافر المستعمر، فهم يسعون لكسر إرادتنا، والهيمنة على بلادنا، ولا يمكن الاطمئنان لهم والركون إليهم والطمع في الخير عندهم، ولا ينبغي الخوف من عداوتهم فهم كما قال الله تعالى: ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾.

 

كما أنه يجب على كل المخلصين في الأمة العمل على توحيد طاقتها ولم شملها وجمعها في كيان واحد، حتى لا يُستفرد بآحادنا، سواء كنا أحزاباً وجماعات أو شعوباً في بلاد المسلمين، فالذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية، والعمل سريعاً بجد واجتهاد على إعادة بناء دولة الإسلام، فدولة الخلافة تحمي المسلمين وتصونهم، وتحرر أرضهم ومقدساتهم «وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خالد سعيد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

آخر تعديل علىالسبت, 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع