الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مليون مشرد في ألمانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مليون مشرد في ألمانيا

 

 

 

الخبر:

 

بلغ عدد المشردين (بدون مأوى) في ألمانيا هذا العام ما يقارب المليون شخص بينهم أطفال وشيوخ، والداخلية تقر بضرورة اتخاذ إجراءات تصحيحية لهذا الوضع المشين. (عن قناة التلفزيون الألمانية الثانية ZDF)

 

التعليق:

 

من المؤكد أن الحقيقة أكثر سوادا من هذا الرقم المشين فعلا في بلد يعتبر الأول صناعيا في أوروبا وفي المرتبة الرابعة عالميا، ولا شك أن الدول الثلاث الأخرى ليست أحسن حالا من ألمانيا. ناهيك عن بقية بلاد العالم الثالث والخامس...إلخ

 

هؤلاء المشردون لم يصلوا إلى هذا الحال بإرادتهم، حتى ولو كان بعضهم اختاره من باب الاحتجاج، فكلهم ضحايا النظام العفن الذي لا ينظر للمرء إلا مجرد دابة شغل وأداة دفع ضرائب! فما إن يتوقف عن دفع الضرائب حتى يهوي عليه الجدار الوهمي الذي استند إليه ليحطمه تحته وينبذه من المجتمع ويخرجه من عداد الإنسانية ليقضي ما بقي من حياته مشردا يقتات على الفضلات وبقايا المترفين ونفايات الأغنياء.

 

الدولة التي يحسبها الجاهل راعية للمصالح تهمل هذه القضية ولا تريد حتى البحث في إيجاد حل لها، رغم بساطتها وسهولة حلها حتى في مجتمعهم العفن لوفرة المال الذي يهدر في سبل الشر وعلى رأسها الحروب والتسليح، ولا نسأل هنا عن الحل في ظل حكم الإسلام فهو لا يسمح بهذه الظاهرة أن تكون في المجتمع أصلا.

 

تطفو هذه القضية على السطح بين حين وحين وخاصة مع قرب حلول موسم الشتاء والبرد القارس، أو في موسم الانتخابات، ليظن الناس أن الحكومة تهتم بمصالح الشعب. ولكن تمضي السنون، وتتناوب الحكومات ولا حلول ولا نهاية للمشكلة، بل إن الأعداد في تزايد مستمر، وخصوصا في أحوال الغلاء وارتفاع الأسعار وإغلاق العديد من المعامل وانتشار البطالة، وكثرة الديون وغيرها من الأسباب التي تصب كلها في خانة واحدة، لا يختلف عليها عاقلان، وهي النظام العفن.

 

صحيح أن هناك عدداً لا بأس به من الجمعيات الإنسانية تقدم الطعام وبعض الأغطية والملابس المستعملة وهناك بعض المؤسسات التي تتبرع بأماكن للنوم مثل الكراجات العامة أو الأقبية تحت ظروف قاسية غير إنسانية على الإطلاق، ولكن هذه الجمعيات لا تستطيع تغطية المتطلبات لعلاج المشكلة، وإنما هي مجرد مراهم ومسكنات لا تستأصل الداء.

 

حتى إن وجود هذه الجمعيات أصبح هو المبرئ لجريمة إهمال الدولة، وصار مبررا لتخليها عن مسؤوليتها وتوليتها لأفراد تقوم الدولة في نهاية كل عام بتكريمهم بأوسمة شرف على أدائهم الإنساني، وتكتفي بالتشجيع ومباركة العمل الإنساني!

 

غني عن الذكر ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشيخ اليهودي الذي كان يتسول ففرض له عمر من بيت المال ورفع عنه الجزية، وغني عن الذكر ما قاله رضي الله عنه في فهمه لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام، «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وكيف توسع في فهمه حتى شمل المعيز والبعران والشياه فخاف أن تعثر في الطريق ويكون هو المسؤول عن عدم تسويتها لها!

 

لله درك يا عمر كم نحن بحاجة لمثلك.. ونحن نعلم أنك بشر ونساء المسلمين لا تزال تلد، ونحن على يقين أن الله سيقيض للبشرية من يقسم العدل فيها فلا تعثر شاة في الطريق ولا ينام متسول تحت جسر في برد الشتاء بلا غطاء.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع