- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أردوغان يستعد لفرش السجّاد الأحمر لرئيس كيان يهود
الخبر:
أعلن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان مساء أمس الأربعاء أن الرئيس (الإسرائيلي) إسحاق هيرتسوغ سيقوم بزيارةٍ رسميّة إلى تركيا مطلع الشّهر المُقبل (بداية شهر شباط الجاري)، وقال في مُقابلةٍ مع شبكة "إن تي في" التلفزيونيّة الخاصّة "إنّ هذه الزيارة يُمكن أن تفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين، وإنّه مُستَعِدٌّ للقيام بخطواتٍ نحو (إسرائيل) في المجالات كافّة". (رأي اليوم، 2022/01/27م)
التعليق:
هذا الإعلان الذي لم يكن مُفاجئاً لنا، ونعتقد أنه سيُصيب الكثير من المُعجبين بأردوغان، خاصّةً في أوساط بعض الحركات الإسلامية، بنَوعٍ من الصّدمة، وخيبة الأمل، لأنهم كانوا يعتبرونه القُدوة والمثَل الأعلى في الوطنيّة التي يسوقها عليهم في حديثه، وبالإشارة إلى مواقفه السّابقة المُعلنة في دعم القضيّة الفلسطينيّة، وإرسال سُفن تركيّة عام 2010 لكسر الحِصار المفروض على قِطاع غزّة، وهي السّفن التي اعترضتها قوّات كوماندوز بحريّة تابعة لكيان يهود، وهاجمت المُجاهدين الأتراك على متنها ما أدّى إلى استِشهاد عشرة منهم.
تدهور الأوضاع الاقتصاديّة في تركيا، وخسارة العملة المحلية أكثر من 40 بالمئة من قيمتها في أقل من عام، وارتِفاع مُعدّلات التضخّم إلى أكثر من 32 بالمئة، الأمر الذي أدّى إلى تراجع شعبيّته، وحزبه (العدالة والتنمية)، وتقدّم أحزاب المُعارضة، قبل عام تقريباً من موعد الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة القادمة، حسب استِطلاعات الرأي.
الانفِتاح على كيان يهود الغاصب والخضوع لجميع شُروطه، وفرش السجّاد الأحمر لرئيسه، لن يُنقذ الاقتِصاد التركي من أزماته، ولن يُساهم في رفع نسبة التّأييد لأردوغان في أوساط النّاخبين الأتراك، لأنّ الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها حُكومته، وخاصّةً السّياسات الاقتصاديّة المُتعثّرة المُثيرة للجدل، والتدخّل العسكري في سوريا، واستِقبال ما يَقرُب من خمسة ملايين مُهاجر سوري، يُواجهون حاليّاً ظُروفاً صعبةً ناجمةً عن هجماتٍ عُنصريّة الطّابع ضدّهم، علاوةً على تغيير النظام السّياسي من برلماني إلى رئاسي يضع كُل الصلاحيّات ودائرة اتّخاذ القرار بين يديه، كلّها عوامل ساهمت وتُساهم في تقليص إنجازات حُكم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه، وأدّت إلى تربّعه على السّلطة مُنذ عام 2002 حتّى الآن.
لا نعرف كيف ستكون علاقات أردوغان مع شعبه المسلم بعد هذا التّقارب المُتسارع مع دولة الاحتِلال، صحيح أنه لم يُقدّم للمُقاومة طلقة واحدة، ناهِيك عن الصّواريخ وتكنولوجيا الطّائرات المُسيّرة، ولكنّه نجح في إقامة علاقة تحالفيّة خاصّةً ومُتميّزة معها طِوال السّنوات العشرين الماضية، وسمح لها بمُواصلة أنشطتها السياسيّة من الأراضي التركيّة، وباتت إسطنبول الوجهة المُفضّلة لقادة الحركة وأعضائها، وما يدفعنا إلى قول ذلك شروط كيان يهود بضَرورة إنهاء هذه المُعاملة الخاصّة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير