الصين وتأثيرها في دول آسيا الوسطى

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

 

أفادت وكالة شينخوا بأن رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، ورئيس جمهورية كازاخستان توكاييف، ورئيس جمهورية قرغيزيا جاباروف، ورئيس جمهورية طاجيكستان رحمانوف، ورئيس تركمنستان بيرديمحمدوف ورئيس جمهورية أوزبيكستان ميرزياييف، عقدوا اجتماعاً عبر الإنترنت تحت مسمى "دول آسيا الوسطى - الصين" بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية.

 

التعليق:

 

الاجتماع الذي عقد عبر الإنترنت لرؤساء آسيا الوسطى والصين يمكن وصفه بأنه إغلاق بعض القضايا في تأثير الصين المتنامي في دول آسيا الوسطى. ديون دول آسيا الوسطى للصين وصلت إلى أرقام ونسب كبيرة من مالية هذه الدول، فمثلاً: وصل دين كازاخستان للصين بحسب المصادر المفتوحة والصحافة إلى 12.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما يشكل 10% من دخلها. ودين قرغيزيا 2.2 مليار دولار وهو ما يشكل نسبة 20% من دخل البلد.

 

وبعد أن ربطت الصين اقتصاد هذه الدول بها صارت تفتح فيها معاهد لتعليم اللغة والثقافة الصينية، ثم جاء هذا المؤتمر الذي يحتفي بمرور 30 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول. بكين مستمرة في عرض قوتها أمام هذه الدول من أجل تبني مشروع الصين "حزام واحد وطريق واحد". وتخطط الصين للاستثمار في البنية التحتية وتعرض 500 مليون دولار كمساعدة، 50 مليون جرعة لقاح ضد كورونا والطاقة النظيفة وغيرها الكثير خلال الأعوام القادمة. وبكلمات أخرى فإن هذا الاجتماع كان عرضاً صينياً على دول آسيا الوسطى وليس كما تفعل روسيا في علاقتها مع آسيا الوسطى "المتروكة".

 

موسكو غير قادرة على عرض أي شيء على دول آسيا الوسطى ما عدا مواضيع عامة حول الأمن، والاستثمار في اقتصاد هذه الدول لا يعدو كونه نقل أموال المهاجرين في روسيا إلى بلدانهم. ولذلك فرغم الاحتفاظ بالتأثير على هذه الدول إلا أن تأثير روسيا فيها أقل من تأثير الصين ولا تستطيع الوقوف أمامها. أضف إلى ذلك أن روسيا نفسها أصبحت تعتمد على الصين أكثر فأكثر، وخصوصاً بعد العقوبات الأخيرة والتهديد من طرف الغرب.

 

بالنسبة لآسيا الوسطى، فإن العالم الحاضر ونهضة المسلمين في هذه البلاد الإسلامية لا يكون إلا بتطبيق الإسلام كما كان ذلك لقرون طويلة قبل احتلال روسيا القيصرية لهذه الأراضي.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

علي أبو أيوب