قمة أوروبية أفريقية استعمارية

الخبر:

بدأ القادة الأوروبيون والأفارقة يوم الخميس 17 شباط 2022 في بروكسل قمة بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي من أجل "إعادة صياغة العلاقة" وخوض التحديات المشتركة، وذلك بعد ساعات من إعلان فرنسا وحلفائها رسميا الانسحاب عسكريا من مالي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "علينا إعادة صياغة العلاقة". وأوضح أن القمة ستتبنى إعلانا مشتركا ترافقه قائمة من المشاريع الملموسة، أحدها مجموعة من الأقمار الصناعية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لتوسيع الوصول إلى الإنترنت في أفريقيا. (الجزيرة)

التعليق:

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها العالم، والتي ازدادت بسبب فشل الدول الكبرى في التخلص من فيروس كورونا، تحاول الدول الأوروبية نهب مزيد من الثروات والخيرات من دول العالم الثالث وخاصة الدول الأفريقية التي تتصف بتنوع وكثرة الثروات الطبيعية. وانتظام هذه القمة تندرج في هذا الإطار.

ولهذا شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على أن "أوروبا بحاجة إلى أفريقيا مستقرة وآمنة ومزدهرة". وحذر من أن "عدم الاستقرار والانقلابات تهدد التنمية". وخلال اليومين اللذين احتضنا القمة أطلقت الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي "استراتيجيتها العالمية للاستثمارات" والتي لا تقل عن 150 مليار يورو على سبع سنوات "للمساعدة في المشاريع التي يريدها الأفارقة" مع إعطاء الأولوية للبنية التحتية للنقل والشبكات الرقمية والطاقة، بحسب الإعلان النهائي للقاء. وقد أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون الشريك المرجعي لتمويل البنى التحتية وأن يقوم بذلك بطريقة نموذجية في مجالات المناخ والجودة والاستدامة".

لو كان لإحدى هذه الدول الأفريقية قائد واع يدرك أن أوروبا لا تعطي شيئا إلاّ لتأخذ أضعاف ما أعطت، لتصدّى لهذه الأساليب الاستعمارية التي تزيد من تفقير شعوب دول أفريقيا بنهب ثرواتهم. ولهذا على الشعوب النهوض وسحب البساط من تحت أرجل الحكام الخونة الخانعين، ورفض أي وصاية خارجية، واستعادة سلطانها.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – ولاية تونس