الإثنين، 02 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العلمانية تقضي على القيم الاجتماعية في بلاد المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العلمانية تقضي على القيم الاجتماعية في بلاد المسلمين

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

محاضر جامعي مغربي متهم بمنح الطلاب درجات جيدة مقابل خدمات جنسية، حكم عليه بالسجن لمدة عامين. (بي بي سي)

 

التعليق:

 

كان للإسلام في بلاد المسلمين تأثير على المجتمع حتى بعد هدم نظامه السياسي، ففي عهد الخلافة، بنى الإسلام مجتمعاً له وجهة نظره الخاصة في معالجة مشاكل البشرية. وهكذا كان لديه نظام الحكم الخاص به، والنظام الاقتصادي، والنظام الاجتماعي، والقضاء لرعاية الناس. وبعد هدم الخلافة سيطرت الأنظمة الاقتصادية والسياسية غير الإسلامية بالكامل خاصة النموذج الغربي منها، وحلت محل الأنظمة الإسلامية. ومع ذلك، ظلت القيم الاجتماعية في أذهان الأمة الإسلامية حيث حافظ كل من النساء والرجال على الضوابط في لباسهم، وعُدت النساء شرف المجتمع وعفته، وأشبعت غريزة النوع داخل مؤسسة الزواج، وما زالت تمارس جوانب أخرى من القيم المجتمعية الإسلامية في بلاد المسلمين.

 

لقد تغير هذا السيناريو وتأثرت المدن في البلاد الإسلامية حيث تؤثر الأفكار الغربية مع شرور المجتمع الغربي. نظراً لوجهة النظر الغربية المتمثلة في النظرة إلى النساء على أنهن مادة لإرواء عطش الرجال، فإن هذه القضايا ستكون النتيجة الواضحة التي انبثقت عن وجهة النظر هذه من قيم الحرية التي تضخها العلمانية في عقول البشر.

 

إن فكرة إعطاء الأولوية للفردانية التي يطرحها الفكر العلماني تقود الناس نحو تحقيق المتعة الدنيوية، وهذه الفكرة تتغلغل في أذهان هذه الأمة باعتبارها سماً بطيئاً. علاوة على ذلك، فإن السياسات الغربية مثل التعليم المختلط، والاختلاط الحر بين الرجال والنساء في المجتمع، والتنازل عن أحكام اللباس في الحياة العامة، كلها عوامل تساهم في مثل هذا التأثير الكارثي الآثم في بلاد المسلمين.

 

إن مشكلة ونتائج الفكرة والسياسات الغربية واضحة بالفعل وقد أظهرت نتائج سلبية مقلقة في المجتمع الغربي مثل إساءة معاملة النساء والاغتصاب والزنا والولادة من السفاح. يرفض المجتمع الرأسمالي التوجيه الإلهي ويوفر السيادة للإنسان على شؤون البشرية، وقد أدرجت الرأسمالية الرقمنة والتقدم التكنولوجي لتحفيز وجهة نظرهم وتعزيز هذا النموذج الغربي في أذهان المسلمين بكل الطرق الممكنة.

 

بينما في الإسلام، يتم التعامل مع الرجال والنساء على أنهم بشر وهم جزء من المجتمع ويتمتعون بالإنجاب من الزواج لحماية استمرارية الجنس البشري. تسود التحرشات الجنسية في المجتمع ليس بسبب غريزة النوع ولكن بسبب الطريقة التي يُحكم بها ويُدار هذا المفهوم في المجتمع. يقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأعراف: 189]

 

نص الإسلام على لباس خاص بالنساء حيث يجب عليهن ارتداء الخمار والجلباب في الأماكن العامة. كما يعطي الإسلام حلولاً للفصل بين الرجل والمرأة في الحياة العامة، وتصنيف دور الرجل والمرأة في المجتمع حتى لا تثار الشهوة. وهي تنص بشكل أساسي على الزواج الشرعي كطريقة للإنجاب.

 

تنشأ هذه المشكلة في الأمة الإسلامية بسبب الغزو الفكري لعقول المسلمين الذين تكون مشاعرهم إسلامية ولكن الأحكام التي تحكمهم ليست إسلامية. تمنح هذه الأيديولوجية الليبرالية العلمانية الحرية الكاملة للبشر للإشباع الجنسي بأي طريقة يريدون. وهذا يؤدي إلى البؤس في بلاد المسلمين. وهكذا، فإن هذه الحرية لا تجعل حياة نسائنا سوى كابوس.

 

النظام الإسلامي هو الحل الوحيد لإزالة الأفكار الفاسدة من المجتمع، فهو الذي يجعلهم يبحثون عن رضا الله سبحانه وتعالى. هذا التغيير المجتمعي لن يتحقق إلا بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة عجل الله بها. آمين.

 

يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ [الأحزاب: 35]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن شمس الدين

آخر تعديل علىالخميس, 24 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع