- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يوجد حقيقة تجار دين اليوم؟ ومن هم؟
عندما نقرأ في القران الكريم نجد أن هناك تجارة بالنفس والمال مع الله امتثالا لقوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتِلون في سبيل الله فَيَقتُلونَ ويُقْتَلونَ وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)، ولكن ومنذ عهد النبوة وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من يكذبون الله ورسوله، فقال الله تعالى عنهم: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنمَّ مثوىً للكافرين)) وقد حذر عليه الصلاة والسلام من يكذب على القرآن فقال: "ومن قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"، كما حذّر عليه الصلاة والسلام أن ينتقل هذا الكذبُ والتلاعب إلى حديثه صلى الله عليه وسلم فقال: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، وكان يخاف على أمته من كل منافق عليم اللسان، ومرت السنون وحدث ما كان يخشاه عليه الصلاة والسلام من الكذب عليه والتلاعب بالدين بتأويل آيات القرآن وأحاديث الرسول حسب هواهم، وظهرت فرق وجماعات وبرز من بينهم من يتلاعب ويتاجر بالدين واستمر هذا الحال إلى يومنا هذا.
فقد ابتليت الأمة الإسلامية إضافة إلى حكامها بمجاميع متنوعة من مفكرين وعلماء ومتعلمين وغيرهم ساروا على نهج الحكام في موالاة الغرب والسير في ركابه وابتغاء العزة من عنده، وأصبحوا يُهَوِّلون على الأمة مرضها، ويرون أنها عاجزة ضعيفة يجب عليها أن تتقبل القوانين الغربية والدساتير المحلية لأنّ هذه الأمة حسب وصفهم لا تتقبل فكرة الحكم بالإسلام.
وهؤلاء من يخالفهم يحقروه ومن يجادلهم يسفهوه يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يأخذون من الإسلام ما يلائم أهواءهم، ويتنكرون للشريعة الإسلامية، ويقولون: لا يصلح لزماننا هذا سوى الدولة المدنية والعلمانية والديمقراطية، يوهمون الناس أنهم يعرفون الإسلام ويدعون أنهم يتحدثون باسم الإسلام ويُفْهِمون الناسَ أنهم وحدهم من يمثل الإسلام.
فهؤلاء هم تجار الدين فقد ذكرهم عليه الصلاة والسلام ووصفهم بدقة متناهية كما جاء في الحديث حذيفة رضي الله عنه عندما كان يُسْألُ عن الخير والشر فقال: "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها".