- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حرب روسيا على أهلنا في الشّام هي الأَوْلَى بالشّجب والاهتمام!
الخبر:
قالت بعثة دولة الإمارات في الأمم المتّحدة في تغريدة لها يوم الثّلاثاء إنّها تؤكّد على ضرورة التّوصّل لوقف إطلاق نار فوريّ في أوكرانيا والسّعي لإيجاد حلول سلميّة بما يخدم الأمن والاستقرار الدّوليّين والإقليميّين.
وأضافت البعثة في بيانها "إنّنا نشجب العنف القائم في أوكرانيا، ونكرّر على ضرورة ضبط النّفس، ووقف إطلاق النّار، والعمل على حلّ النّزاع بالطّرق السّلميّة" (رويترز)
التعليق:
لم نر ولم نسمع لدولة الإمارات شجبا ولا استنكارا حين تدخّلت روسيا في سوريا وقصفت الأبرياء مدّعية أنّها تحارب الإرهاب، بل بالعكس كانت معينا لها مؤيّدة؛ ففي 11 تموز/يوليو سنة 2018 وفي وثيقة مسرّبة من إدارة المخابرات الجوّيّة التّابعة للنّظام السّوري جاء فيها أنّ "القيادة المصريّة ممثّلة بشخص الرّئيس عبد الفتّاح السّيسي تبذل جهودا كبيرة لحثّ وليّ عهد أبو ظبي محمّد بن زايد على الاستمرار بدعم ما أسماه بالمجهود الحربيّ الرّوسيّ حتّى تحرير آخر شبر من سوريا الحبيبة من الإرهاب". (عربي21)
بالأمس كان النظام الإماراتي عونا لروسيا على أبناء الشّام. كان يدعم روسيا التي أيّدت نظام الطّاغية بشّار ومكّنته من أهل الشّام فأحكم الخناق على رقابهم بعد أن خرجوا منادين بإسقاطه وجعلوا ثورتهم لله. فما كان إلّا أن اجتمع لوأد هذه الثّورة الغربُ وعملاؤه حكّامُ المسلمين فأيّدوه ودعموه وموّلوه، فبئس ما اقترفت أياديهم وسَيلقوْن ما يستحقّون من الله لخيانتهم دينه وعباده المؤمنين.
بالأمس رغم المذابح التي تعرّض لها أهل الشّام ورغم ما استخدمته روسيا وبشّار من أسلحة محظورة دوليّا لم يحرّك العالم ساكنا إلّا لذكر عدد القتلى أو تسجيل الجرحى والخسائر، ولقد كان النظام الإماراتي خير سند لروسيا في حربها تلك على سوريا إذ نوّه بشّار بـ "المواقف الموضوعيّة والصّائبة التي تتّخذها الإمارات، مشدّدا على أنّ الإمارات وقفت دائما إلى جانب الشّعب السّوريّ". أكّد الطّاغية بشّار على وقوف الإمارات مع الشّعب السّوريّ، فكيف وقفت الإمارات مع الشّعب وقد أيّدت عدوّه بشّار ودعمت روسيا؟
اليوم تسعى الإمارات جاهدة في أوكرانيا إلى إيجاد حلول سلميّة بما يخدم الأمن والاستقرار وتدعو إلى ضرورة ضبط النّفس وتعمل على حلّ النّزاع بالطّرق السّلميّة. اليوم وقفت موقفا محايدا تسعى من ورائه إلى كسب البلدين! مصالح تحرّكها وتربطها بالدّولتين ونظام منفعة يحرّكها! نظام رأسماليّ يدوس على كلّ القيم لتكون القيمة المادّيّة هي العليا! فدعت إلى التّريّث والسّعي إلى حلّ النّزاع بطرق سلميّة. ولم يكن موقفها موقف دعم لروسيا في حربها على أوكرانيا كما كان في سوريا.
وضع معكوس؛ إذ كان على الإمارات مساندة سوريا ضدّ روسيا وهذا هو الموقف الطّبيعيّ: مساندة الإمارات لأهل الشّام ضدّ دولة تحارب الإسلام والمسلمين لا الوقوف معها ضدّهم. وضع مقلوب تشهده بلاد المسلمين والعالم بأسره، ولن تعود الأمور إلى نصابها وإلى وضعها الطبيعيّ إلّا إذا تبوّأت أمّة الإسلام وهي خير أمّة مكانها الأصليّ الرّياديّ لتقود العالم وتنير دربه بأحكام خالقه فتعود للمسلمين بذلك دولتهم التي ستضرب بعصا من حديد كلّ من يتجرّأ على المساس بأمن أيّ مسلم أو مسلمة. وأمّا حرب روسيا ضدّ أوكرانيا فلتكن حربا يضرب الله بها الظالمين بالظّالمين ونسأله أن يُخرِج المسلمين منها سالمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت