- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ميثاق تأسيس سلطة الشعب والدوران في الحلقة المفرغة
الخبر:
نشرت ما تسمى بلجان المقاومة يوم الأحد 2022/02/27م، ما أسموه وثيقة ميثاق تأسيس سلطة الشعب، وأبرز ما جاء فيه تحديد فترة انتقالية مدتها عامان في ظل حكم رئيس للوزراء يعينه الموقعون على الوثيقة، ليكون رئيساً للدولة، وقائداً عاما للجيش، وتجاهل الميثاق وثيقة الفترة الانتقالية التي أسست للشراكة بين العسكر والمدنيين في 2019م، وأن القادة العسكريين والمدنيين المتورطين في الاستيلاء على السلطة في الخامس والعشرين من تشرين أول/أكتوبر 2021م سيحاسبون، كما يرفض أي تفاوض مع الجيش. (تم النشر عبر الصحف الورقية والإلكترونية في السودان في 2022/02/28م).
التعليق:
يجيء هذا الميثاق في الوقت الذي تحكم فيه أمريكا قبضتها على الحكم في السودان عبر العسكر، في ظل حراك دائم، ومظاهرات تكاد تكون يومية ينظمها أنصار المكون المدني التابع لبريطانيا، والناظر إلى هذا الميثاق يرى أحلاماً لن تتحقق، لأن أمريكا لن تفرط في السودان ولو سالت دماء أهل السودان أنهاراً، فالحديث عن عزل العسكر تماماً من المشهد السياسي في السودان لن تقدر عليه القوى المدنية، لأنها لا تملك القوة التي تزيح بها العسكر من السلطة.
ومعلوم بداهة أن السلطة تكمن في الفئة الأقوى، والفئة الأقوى الآن هم العسكر وليس المدنيين، وما يقوم به رجال بريطانيا من حراك دائم يعلمون أنه لن يفضي إلى تسليم السلطة كاملة للمدنيين كما يقولون، وإنما هذا من قبيل الضغط على العسكر حتى يسمحوا لهم بجزء من كعكة السلطة كما فعلوا في العام 2019م في ظل ضغط الشارع الذي كان وقتها قوياً ومتماسكاً ضد العسكر.
أما الآن وبعد الفترة التي شارك فيها المدنيون مع العسكر، وأحالوا حياة الناس إلى جحيم، وطبقوا أوامر صندوق النقد الدولي المهلكة نفسها، والتي كانت السبب الرئيس في الإطاحة بنظام البشير، ما عاد الشارع هو الشارع، وهذا واضح الآن، حيث إن المعابر والجسور لا تغلق عندما تكون هنالك دعوة لمظاهرات كما كان يحدث في بداية أيام الحراك وتضليل الناس بالحياة الرغيدة والهانئة بذهاب نظام البشير.
لذلك فإن هذا الميثاق لم يأت بجديد، ولن يحقق لأهل السودان الاستقرار والأمان والحياة الهانئة المطمئنة، وإنما سيجعلنا ندور في الحلقة المفرغة (مدنية وعسكرية)، وهما وجهان لعملة واحدة هي النظام الرأسمالي الديمقراطي الذي يفصل الدين عن الحياة. وإن الذي يوجد الحياة الكريمة والأمن والسلام والاستقرار والعيش الرغيد إنما هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث الأحكام التي تعالج مشاكل الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، أحكام شرعية جاءت من لدن حكيم عليم، يطبقها خليفة المسلمين، فهيا جميعا لإقامتها فإنها فرض ربنا ومبعث عزنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان