الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رأس جبل جليد الكفر والنفاق الغربي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

رأس جبل جليد الكفر والنفاق الغربي

 

 

الخبر:

 

أخبار متفرقة عن تعامل دول الغرب مع الغزو الروسي لأوكرانيا. (2 آذار 2022)

 

التعليق:

 

يكثر في فضاء وسائل التواصل بين المدونين والمغردين المسلمين التقاط أنواع شتى من صور التناقض والنفاق الغربي في تعامله مع الغزو الروسي لأوكرانيا مقارنة بما جرى ويجري من أحداث مشابهة في البلاد الإسلامية.

 

فمن ذلك:

 

-      الاهتمام الغربي الكبير بغزو بلد أوروبي (أوكرانيا) مقابل عدم اكتراثه لغزو بلاد المسلمين في العراق وأفغانستان وغيرهما!

 

-      اعتبار التطوع للقتال في أوكرانيا شجاعة وبطولة، بينما الفعل ذاته من المسلمين يعني إرهاباً وتطرفاً!

 

-      فتح الحدود على مصراعيها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين والتعامل معهم بنعومة فائقة، بينما الحدود تقفل بوجه اللاجئين غير الأوروبيين وإذلالهم بل وربما قتلهم على الحدود!

 

-      اعتبار تفجير جندي أوكراني نفسه بطولة، بينما الفعل ذاته من مقاتل مسلم إرهاب!

 

-      تفوّه إعلاميين من محطات إعلامية غربية بعبارات عنصرية تفرّق بين الأوروبيين "المتحضرين" وسواهم من الشرق أوسطيين والأفارقة!

 

-      حتى على المستوى الرياضي؛ تعرضت روسيا لعقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رداً على حربها ضد أوكرانيا، بينما استضافت روسيا كأس العالم عام 2018 ويدها تقطر من دماء المسلمين في سوريا!

 

 شعوب المسلمين ليسوا طرفاً في الحرب القائمة في أوكرانيا، ولكن التقاط مثل هذه التناقضات وتسليط الضوء عليها يفيد في حرب المسلمين الحضارية الممتدة منذ عقود مع الغرب المستعمر، ولعل من لا يزال يظن في الغرب خيراً وإنسانية وحقوقاً أن يفيق من سباته وتستنير بصيرته!

 

فمِن الناس مَن تنبهه عبارة، ومنهم من يحتاج لرجّة وصدمة وزلزال وإعصار كي ينتبه ويصدق!

 

على أي حال، المهم في مشاهد التناقضات التي يتداولها الناس هو ما تكشفه من شخصية الغرب المتعالية البغيضة، وما تتأسس عليه من منظومة فكرية شاملة.

 

فهذه التناقضات ليست جديدة، وإنما هي وغيرها لازمت ظهور المبدأ العلماني وأفكاره الليبرالية والديمقراطية والرأسمالية. فمنذ البدء، استعمر الغرب بحقوقه الإنسانية وحريته وديمقراطيته شعوباً وأباد شعوباً واسترق آخرين!

 

وفي الأثناء، حرقت زعيمة الغرب مدناً بكاملها بسلاحها النووي "المستنير"!

 

وغير ذلك من ظلم وظلمات لا تكفيها الأسفار...

 

وفي حقيقة الأمر، فإن العقل الغربي بشكل عام لا يرى في هذا تناقضاً وابتعاداً عن القيم والمثل العليا؛ ذلك أن الإنسان الغربي والجغرافيا الغربية والتاريخ الغربي واللغة الغربية هو العالم وهو المركز وهو الغاية، وسوى ذلك هوامش مسخّرة لخدمة المتن!

 

العاقل الذي يلحظ هذه التناقضات الصارخة، وبعد أن ينتهي من ملاحظته ماذا عساه أن يفعل؟

 

ينتظر صدمة قادمة كي يرصدها ويحللها ثم ينفضّ السامر؟

 

كلا...

 

العاقل هو من يربط الأسباب بالمسببات، فيعلنها مدوية: كفرتُ بعقيدة الغرب ومنظومته الفكرية والسياسية والاقتصادية.

 

وكيف لا تمتلئ تلك المنظومة بالتناقضات وهي التي تقوم على التناقض والكذب والجحود الأعظم؛ الذي يقول بلسانه وحاله أن لا دخل للخالق قيوم السماوات والأرض بشؤون الحياة؟! وأن له الخلق ولنا الأمر، والعياذ بالله؟!

 

انبذوا مبدأ الغرب نبذكم لجحر الضب، فإنه وربي لخسارة الدنيا والآخرة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت

 

آخر تعديل علىالخميس, 03 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع