الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النفاق القبيح للغرب والحرب الأوكرانية وإلغاء الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النفاق القبيح للغرب والحرب الأوكرانية وإلغاء الخلافة

 

 

 

الخبر:

 

في الوقت الذي كان العالم يتابع عن كثب آخر التطورات في الحرب الروسية الأوكرانية، صدر بيان لافت للنظر من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. حيث شدد لافروف في تصريحه هذا على أن الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية، موضحا أنه لن يسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية. (صباح، 2022/03/03م)

 

التعليق:

 

كما هو معلوم، فقد أرسلت الدول الغربية الكافرة المستعمرة، وخاصة أمريكا، معدات عسكرية وأسلحة إلى أوكرانيا، وأرسلت من خلال هذا التصرف رسالة مفادها أنها تقف إلى جانب أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وقامت باستفزاز روسيا لكي تغزو أوكرانيا من خلال تعهدها بانضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي، وبعد أن رمت أوكرانيا في وسط النار الروسية ها هي تقوم بإطفاء النار بأنبوبة إطفاء الحرائق بدل أن تستدعي فريق الإطفاء ليقوموا بذلك! باختصار، فإنها قامت بمشاهدة الحريق من بعيد، فبدلا من أن تتدخل مباشرة أخذت تحوم حول الحريق باتخاذ إجراءات لا تسمن ولا تغني من جوع مثل التنديد وفرض العقوبات وذلك لكي تتجنب انتقاد الرأي العام لها. من جهة أخرى وبعد أن أدرك أنه أصبح وقودا لهذا الحريق صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بنبرة فيها تمرد للغرب قائلا: "لقد تُركنا لوحدنا، فلا أحد يريد أن يقاتل من أجلنا".

 

من ناحية أخرى، فإن أمريكا، التي خدعت روسيا وجرتها إلى المستنقع الأوكراني، أرعبت الرأي العام الأمريكي والعالمي بنشر مفاهيم مخيفة ومروعة مثل الحرب العالمية الثالثة حتى لا تتدخل في الحرب. في الواقع فإن أمريكا أعطت الضوء الأخضر أو خدعت روسيا وذلك من خلال تصريحات أدلت بها قبل الحرب مثل: "الحرب العالمية ستندلع"، كما أن تصريحات مماثلة جاءت من روسيا أيضاً.

 

لقد كشفت الحرب الأوكرانية عن نفاق الغرب الذي لا يفكر بمصالح الناس بل بمصالحه هو فقط، فهو يدور مع مصالحه حيث دارت، كما أنه لا يستطيع أن يفرض عقوبات شاملة على روسيا لأن مصالحه الاقتصادية أولى من كل شيء. وهو أيضا لا يستطيع التدخل في الحرب وإلا خسر كل شيء، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن أمريكا فهي ليست بأفضل حالاً منها.

 

إن مقياس النفعية هو كل شيء عند الغرب حتى لو أدى ذلك إلى موت آلاف البشر. ولكي تقوم أمريكا باستدراج روسيا إلى المستنقع من جهة، والهيمنة على الدول الأوروبية، وكذلك الإبقاء على حلف الأطلسي الذي يحتضر، تركت روسيا تهاجم أوكرانيا. لا يوجد في قاموس الغرب قيمة إنسانية، بل هناك قيمة واحدة فقط ألا وهي النفعية. فهو يقيِّم كل شيء على أساس النفعية. فهو يتجه باتجاه مؤشر النفعية دائماً.

 

من ناحية أخرى، فاليوم 3 آذار 2022 حيث تصادف الذكرى الواحدة بعد المئة لهدم الخلافة التي لا تنظر إلى الأحداث من منظار النفعية، بل بالعكس فإن القيمة الإنسانية لها مكانة متميزة في أدبياتها، حتى الحرب الأوكرانية أثبتت هي الأخرى الحاجة الماسة للخلافة. لقد بنت الخلافة مكانتها المتميزة في قلوب كل المجتمعات في جميع أنحاء العالم بوصفها حامية للمظلومين ومدافعة عن الحق والعدل. فعلى سبيل المثال لجأ اليهود، الذين هربوا من جلادي محاكم التفتيش التي تعرضوا لها في العصور الوسطى، إلى الدولة العثمانية طالبين منها الحماية. كما قامت والدة الملك الفرنسي فرانسيس، والذي كان أحد الضحايا الناجين من اضطهاد شارل الخامس في أوروبا، بإرسال رسالة استنجاد إلى سليمان القانوني تطلب منه المساعدة. على أثرها قام السلطان سليمان القانوني بإصدار أمره المشهور الذي قال فيه: "إن لم يتم إطلاق سراح فرانسيس فوراً، فستسمعون صهيل خيول المجاهدين في شوارع برلين". فهذه الأمثلة وغيرها كثيرة جداً.

 

لذلك فإنه يجب على المسلمين أن يقيموا الخلافة التي ستحمي المظلومين حيث يلجؤون إليها في الشدائد، بدلا من الظلم الذي يعانون منه اليوم حيث يلجؤون إلى الدول الغربية والأمم المتحدة وأمريكا يطلبون منها المساعدة. فالخلافة صوت المستضعفين والمظلومين من المسلمين وغير المسلمين وحاميتهم، وهي في الوقت نفسه كابوس الكفار والطغاة. قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى بِهِ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

آخر تعديل علىالأحد, 06 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع