الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أحمد الطيب والتعاطف الانتقائيّ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أحمد الطيب والتعاطف الانتقائيّ

 

 

 

الخبر:

 

علّق شيخ الأزهر، أحمد الطيب، على الأزمة الأوكرانية الروسية عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل فيسبوك قائلا: "ما نشاهده من ترويع الأوكرانيين الآمنين وخروجهم من ديارهم بحثاً عن الأمن والأمان؛ لهو اختبار حقيقي لإنسانيتنا". وأضاف شيخ الأزهر: "أدعو المجتمع الدولي لمضاعفة المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وبذل مزيد من الجهد لوقف الحرب، وأسأل الله أن يعجِّل بذلك ويعود هؤلاء الأبرياء إلى ديارهم سالمين" (2022/03/05).

 

التعليق:

 

كان من المنتظر أن يقوم الأزهر الشريف بإصدار بيان يستنكر فيه ازدواجيّة المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع قضايا المسلمين، وأن يستهجن ما قامت به أمريكا على سبيل المثال في شباط/فبراير الماضي، قبل أحداث أوكرانيا، من سرقة ومصادرة حوالي 7 مليار دولار من مال الشعب الأفغاني المجمّدة بالبنك المركزي الأفغاني بل ونيّتها صرف نصف المبلغ للدعاوى القضائية المستمرة التي يرفعها "ضحايا الإرهاب" من الأمريكيين بما في ذلك هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001!! لم يكف أمريكا ما خلّفته من دمار شامل في أفغانستان قضت فيه على الاقتصاد والتعليم والخدمات والصحة تاركة تسونامي جوع يفتك بالعباد حيث يواجه 23 مليون أفغاني الجوع الشديد و98% من السكان ليس لديهم طعام كاف ليأكلوه (حسب تصريحات ممثل برنامج الغذاء العالمي)، لم يكفها أن يُخيّر الناس في أفغانستان بين الأكل والدفء، لم يكفها أن يبيع الناس كلاهم من أجل لقمة العيش. لم يكفها كلّ ذلك ومع ذلك لم نسمع ولم نقرأ استنكارا حول ذلك من الأزهر الشريف! يأتي بعد ذلك احتقار واستصغار المسلمين من ساسة وإعلاميّين غربيين بتصريحاتهم بأن اللاجئين الأوكرانيين هم أوروبيون مثقفون ليسوا كغيرهم من السوريين والأفغانيين والعراقيين والأفارقة لديهم ماض غير واضح ومشروع إرهابيين في المستقبل. ومع ذلك لم نسمع ولم نقرأ استنكارا حول ذلك من الأزهر الشريف! وهذا الصمت المريب نفسه يتكرّر حين أدان كيان يهود الاحتلال الروسي لأوكرانيا مع أنه محتلّ ومغتصب للأرض المباركة فلسطين!

 

ولكن حين تعلّق الأمر بأوكرانيا وجب على الإنسانيّة أن تحضر وتنصر ليعبّر الشيخ الأزهري عن موقفه بلغات مختلفة ويُعرب عن مدى الشعور بالأسى والدعوة للتضامن والالتفاف حول هذه الأزمة!

 

ففي أيّ صفّ تقف أيها الأزهر الشريف؟! ولماذا هذا التعاطف الانتقائي وكل هذه الأحداث المتتالية تؤكّد عنصريّة الغرب وحقدهم على المسلمين؟! في أوكرانيا فقط تم توجيه العديد من النداءات من الجالية العربيّة المحاصرة هناك والتي تستغيث وتشتكي الابتزاز والعنصريّة المقيتة التي تم التعامل بها معهم، ثمّ أولم يحرّك فيك التصريح بأن المسلمين بلا ماض؟! أليس هذا اختباراً لولائكم لهذا الدّين العظيم؟ إن المسلمين عزيزون بدينهم مكرّمون بإسلامهم ولن يعود بريق هذه الأمة إلا بتحكيم الشريعة الإسلاميّة، فاحذر يا من تتحدّث باسم الأزهر الشريف، لا يغرّنّك بريق مصطلحات لمعت كذبا في أعين أعداء الدّين وسقط عنها الستار وانكشفت وبانت ولكنك تشيح نظرك عن هذه الحقيقة، إنك تتبنّى أكذوبات صدّروها إلينا فصدّقتها، الإنسانيّة التي تدعو إليها بكل فخر هي في الحقيقة مقتصرة، حسب القاموس الدولي، على جينات معيّنة ومجموعات عرقيّة دون غيرها.

 

يا شيخ الأزهر! إن مفهوم الولاء والبراء هو أن تكون عبدا لله وحده، فلا تحاول التوفيق بين وحي رب العباد وما تبتدعه العقول البشريّة.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة 57]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

آخر تعديل علىالإثنين, 07 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع