- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حرب أوكرانيا تفضح مدى فشل دولة (لبنان الكبير!)
الخبر:
قال وزير الاقتصاد أمين سلام إن لبنان، الذي يستورد ما يقرب من 60% من احتياجاته من القمح من أوكرانيا، يُجري محادثات مع دول أخرى لاستيراد القمح بما في ذلك الولايات المتحدة والهند.
التعليق:
إن الوضع المتوتر في أوكرانيا الذي أدى لاحقا إلى الحرب التي نشهدها اليوم لم يكن وليد البارحة، بل بدأت الأزمة سنة 2004 وتفاقمت سنة 2014 وعادت في منتصف السنة الماضية تتصاعد بشكل أقوى.
إلا أن الرؤساء وأحزابهم الذين تقاسموا الحكم في لبنان لم يكترثوا لكل لتلك الأحداث في أوكرانيا بل قاموا بالاعتماد بنسبة 60% من احتياجات القمح على دولة غير مستقرة!
علما أنه كان من الممكن زراعة سهل البقاع بالقمح والاكتفاء ذاتيا به. لكن قصور عقول حكام لبنان وعمالتهم للخارج تمنع اتخاذ قرارات حيوية ومهمة مثل تلك التي تتعلق بالأمن الغذائي. فتراجع زراعة القمح في لبنان حصل على مر سنوات عديدة بسبب إهمال الدولة وعدم تحفيز المزارعين. بل السياسة المتبعة في لبنان كانت، وما زالت، تعتمد على الاستيراد من الخارج والاعتماد على القطاع السياحي والتحويلات المالية لأبناء أهل البلد الذي يعملون في الخارج.
وهكذا تم إهمال كل من القطاعات الزراعية والصناعية وفوق ذلك رهن أهل البلد بالأزمة في أوكرانيا بحيث أصبحت الحرب فيها تصيب لبنان بشكل مباشر من بوابة القمح. ولم تقم السلطة حتى الآن بأي خطة بديلة عن القمح الأوكراني.
كان على السلطة أن تعدد موارد القمح قبل اندلاع الحرب بسنوات. إذ لا يمكن أن تعتمد دولة - أي دولة - على استيراد مادة مثل القمح بنسبة عالية من دولة واحدة فقط بل يجب أن تعدد مواردها، والأهم أن تكتفي ذاتيا منها.
مرة أخرى نرى مدى فشل الحكم في لبنان ومدى فشل النظام والدولة والكيان. لبنان أشبه بسفينة من دون قبطان ولا ربان تتقاذفها الرياح العاتية. ولن ترسو هذه السفينة ولن تصل بر الأمان حتى تعود المنطقة كلها تحكم من أهلها في ظل دولة مستقلة ترعى الشؤون كما ارتضى الله للبشر؛ دولة الخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان