التسامح الزائف

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 18 شباط/فبراير 2022، أصدر وزير الأديان بجمهورية إندونيسيا ياقوت خليل قوماس كتاباً دورياً لوزير الأديان رقم SE 05 لعام 2022 بشأن إرشادات استخدام مكبرات الصوت في المساجد والمصليات. في الأساس، يجب تقليل حجم مكبرات الصوت في المساجد خصوصا عند الأذان. وصرح وزير الأديان: "صدرت أدلة إرشادية سعيا لزيادة السلم والنظام والوئام بين أفراد المجتمع" (21/2/2022). وهذا، حسب قوله، هو لزيادة التسامح. وفي أوائل 14 آذار/مارس 2022 باسم التسامح قال قس نصراني يدعى سيف الدين إبراهيم: "هذا وزير الأديان متسامح جدا مع الأقليات...". كما طلب القس من الوزير حذف 300 آية من القرآن اتهمها بإنجاب التطرف بقوله: "لا تكتفي بتنظيم صوت الأذان، بل نظم المناهج في المدارس الإسلامية من الثانوية والعالية وحتى الجامعات. لأن الفوضى ناتجة عن منهج غير صحيح. وإضافة إلى ذلك، إذا لزم الأمر، يا سيدي، 300 آية من القرآن التي تثير التعصب وتؤدي إلى الحياة الراديكالية وتكره الآخرين بسبب الأديان المختلفة احذف تلك الآيات من القرآن الإندونيسي".

 

التعليق:

 

لا عجب أن قضية التسامح ما زالت بارزة. ففي الأول من كانون الثاني/يناير 2022 أعلن وزير الأديان أن عام 2022 هو عام التسامح. في الواقع، لا توجد مشكلة التسامح في إندونيسيا حتى الآن. فالمسلمون في إندونيسيا يسمحون لمعتنقي الديانات الأخرى بالإيمان بدينهم والعبادة وفقاً لمعتقداتهم وما إلى ذلك...

 

تكشف الأحداث أعلاه عن طبيعة التسامح الذي تعنيه، والذي كان مغلقاً في السابق. يبدو أن التسامح الذي يقصدونه هو الدفاع عن غير المسلمين وإبعاد المسلمين عن الاعتصام بأنظمة الإسلام الذي يعتنقونه. في السابق، تم وضع قواعد لتنظيم مكبرات الصوت الخاصة بالدعوة للصلاة في المساجد ولكن لم يتم وضع قواعد للكنائس، وتم وضع لوائح لشهادة "الأستاذية" (يعني كل من يقوم بالدعوة الإسلامية) ولكن لم يتم إصدار شهادة قسيس، وكانت هناك اتهامات لبعض المدارس الإسلامية أن فيها تدرس العلوم المتطرفة ولكن لم تكن هناك مدرسة غير إسلامية متطرفة، كان هناك أساتذة غير متسامحين لكن هذا لا ينطبق على الزعماء الدينيين الآخرين... وهكذا. وإن ظهور طلب من قس نصراني إلى وزير الأديان لحذف 300 آية من القرآن هو أحد الأدلة على أن التسامح لا يُقصد به إلا أداة لإبعاد الإسلام عن الحياة. لذلك، ليس من المستغرب أن يتم وصف أي شخص يلتزم بأحكام الإسلام بأنه متطرف أو غير متسامح. هذا النوع من التسامح هو التسامح الزائف، التسامح الذي لا يتوافق مع أفكار الإسلام. وصدق الله في قوله العظيم: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾. وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا