الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اغتيال الزراعة وسيلة رأسمالية للسيطرة على بلاد المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اغتيال الزراعة وسيلة رأسمالية للسيطرة على بلاد المسلمين

 

 

 

الخبر:

 

حذر موقع أوروبي (يوربين كاونسل فور فورن ريليشن) من تداعيات ارتفاع سعر الخبز والسلع الاستهلاكية في السودان والشرق الأوسط، بجانب تداعيات اجتياح روسيا لأوكرانيا. وقال الموقع في تقرير إن التظاهرات العنيفة الأخيرة في السودان لها علاقة أيضاً بارتفاع أسعار الخبز والسلع الاستهلاكية بجانب إحباط الشارع بسبب استمرار التعثر الديمقراطي. ونوه الموقع الإخباري الأوروبي إلى أن توقف إمدادات القمح من أوكرانيا وروسيا ألقى بظلاله على الأوضاع هناك ودفع الآلاف من السودانيين إلى الشوارع للاحتجاج على الحكم العسكري المستمر خاصة وأن سعر الخبز قد ارتفع هناك بحوالي 50٪.

 

التعليق:

 

إن ما يحدث في السودان لهو أمر ليس بمستغرب في ظل سيطرة النظام الرأسمالي على مفاصل الحياة فهذا النظام قد أشقى العالم بأسره بتشريعاته الجائرة، فكيف بالله بلد كالسودان مترامي الأطراف ويملك من الثروات من تربة صالحة للزراعة قرابة 200 مليون فدان، ويملك نهر النيل وهو من أطول أنهار العالم فهل بعد كل هذا ننتظر القمح من روسيا وأوكرانيا؟!

 

إن الكافر المستعمر عمد إلى أن يجعلنا نعتمد عليه في مثل هذه السلعة الرئيسية حتى نخضع له بالكلية ويكون قرارنا ومصيرنا بيده، وذلك من خلال محاربته للزراعة في بلاد المسلمين ولا سيما زراعة القمح، وما حدث لليمن خير مثال على ذلك، فاليمن كان في حكم الاكتفاء الذاتي، بل ويصدر قمحه للخارج، ووقتها دخلت أمريكا على الخط وصدرت مساعدات كثيرة من القمح لليمن تحت عنوان مساعدة من الشعب الأمريكي، وطرحت كميات كبيرة لتنافس بذلك القمح المحلي وبسعر زهيد، ما دفع المزارعين لهجر مزارعهم، والتوجه نحو المدن، ومن ثم قطعت المساعدات وأصبح اليمن مستورداً للقمح، وقد استخدم كوسيلة ضغط لتمرير سياسات أمريكا في اليمن، وحينما فكر اليمن بالرجوع لزراعة القمح وجد نفسه مكبلاً باتفاقيات دولية كما قال المهندس علي عبد الكريم: "إن بلادنا ملتزمة أمام المنظمات الدولية بعدم إنتاج القمح مبررين ذلك أن بلادنا شحيحة بالمياه، وأن تكاليف إنتاج القمح أكثر من تكاليف القمح المستورد"! وهذه حقائق استغلتها المنظمات الدولية التي لا يعنيها تحرر البلاد من الهيمنة والنفوذ الخارجي.

 

ومن رحمة الله بنا أن كشف لنا حقد الكفار على أمة محمد ﷺ بل حتى الخير الذي يأتي من الله تعالى هم يحسدوننا عليه بل ويتمنون زواله، قال تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِه مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، فكيف بالله علينا بعد هذا أن نعتمد على روسيا أو أوكرانيا أو غيرها في أن يمدونا بالقمح؟!

 

فالمخرج هو أن تستغل هذه الأراضي الخصبة والشاسعة خير استغلال وتزرع فيفيض الإنتاج من كل ما يحتاجه المسلمون، وهذا لا يحدث في مثل هذه الأنظمة الرأسمالية التي نكتوي بنيرانها، عبر حكام عبارة عن دمى يحركها الكافر كيف شاء. بل تتحقق في ظل نظام رباني يقوده خليفة للمسلمين، حيث لا يكتفي الناس من القمح فقط بل ينثرونه على الجبال كي يأكل الطير فلا يقال جاع طير في بلاد المسلمين، كما حدث هذا في ظل خلافة سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالأحد, 27 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع