السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
محاولة أخرى لإطالة عمر النظام العلماني الفاسد  بإعطاء الشارع العام حقنة تخديرية جديدة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

محاولة أخرى لإطالة عمر النظام العلماني الفاسد

بإعطاء الشارع العام حقنة تخديرية جديدة

 

 

الخبر:

 

طرح نواب بالبرلمان الباكستاني اليوم الاثنين بشكل رسمي مشروعَ قرار لحجب الثقة عن رئيس الحكومة عمران خان، وبعد المقترح رفعت جلسة اليوم مباشرة، على أن تنعقد الجلسة المقبلة يوم الخميس القادم، وكان رئيس البرلمان الباكستاني أسد قيصر قد أصدر قراراً يوم الجمعة الماضي بتأجيل اقتراح بسحب الثقة، وأثار ذلك اتهامات من جانب المعارضة بأن خان يحاول كسب مزيد من الوقت كي يتمكن خلاله من حشد التأييد له بعد سلسلة انشقاقات بين أعضاء حزبه.

 

تأتي هذه الأزمة السياسية في وقت تواجه فيه باكستان أزمة اقتصادية عميقة، وتعوّل حكومة خان على صندوق النقد الدولي لإصدار الشريحة التالية من حزمة إنقاذ قيمتها 6 مليارات دولار لدعم احتياطيات العملات الأجنبية المتناقصة، وقد انشق أكثر من 20 نائبا عن خان في الأسابيع الأخيرة، ما سيجعله عاجزا عن بلوغ الحد الأدنى من المقاعد الذي يوفر له أغلبية بسيطة في البرلمان وهو 172 مقعدا، ويتوقع محللون سياسيون أن يعمل أنصاره لاستعادة تأييد بعض المنشقين. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

بدأت الاتهامات بين حزب عمران خان وأحزاب المعارضة حين قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأحد الماضي: "إن مواطنين في بلاده يتآمرون للإطاحة بحكومته، وإن المؤامرة تحظى بدعم خارجي"، في إشارة غامضة إلى الجيش القوي الذي كان يؤيده في السابق، وذكر خان في كلمة لأنصار حزبه في اجتماع في العاصمة إسلام أباد: "تلقّينا تهديداً مكتوباً ولدي الدليل"، وقال خان إنه تلقى طلباً للتنحي من أجل "المصلحة الوطنية"، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. في غضون ذلك، نظّم عشرات الآلاف في حزب خان (حركة الإنصاف الباكستانية) مسيرة إلى إسلام أباد لتأكيد دعمه قبيل التصويت على الثقة الذي يتوقع إجراؤه الأسبوع المقبل.

 

بهذا تكتمل حلقات اللعبة الديمقراطية "المتحضرة" التي يتربص فيها اللاعبون بعضهم ببعض، والكل فيها يدّعي الحرص على "المصلحة الوطنية" وهم في الحقيقة متصارعون على مصالح حزبية ضيقة وأنانية مقيتة، لا تخرج عن سعي كل فريق منهم للحصول على نصيب أكبر من الكعكة "الوطنية".

 

إن هذا السجال بين الحزب الحاكم والمعارضة في باكستان ليس إلا سجالاً في أمر لا فائدة فيه للأمة، فلا الحزب الحاكم ولا المعارضة عنده حلول "سحرية" للمشاكل الاقتصادية أو السياسية أو غيرها من الأزمات التي أنتجها النظام، ولا يوجد من بينهم من عنده أجندة تحرر البلاد من هيمنة الكافر المستعمر ومؤسساته السرطانية مثل البنك الدولي ومشاريعه المهلكة للحرث والنسل، ولا يوجد من بينهم من عنده أجندة تجلب الخير لعباد الله أو لدينه، بل كلهم ولدوا من رحم هذا النظام العلماني الذي خلّفه الراج الاستعماري البريطاني، وزاد ترديه بعد أن ورثه الراج الأمريكي، لذلك فإن الحديث عن عجز حكومة إنصاف وفسادها صحيح، وصحيح أيضا أن الحكومة التي سبقتها والحكومة التي سيتم تشكيلها من هذه الأحزاب ستكون جميعها فاسدة وفاشلة، ولن تجلب الخير للناس ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

 

إن الحديث عن حجب الثقة عن حكومة عمران والشروع بانتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة هو للاستهلاك المحلي والإعلامي فقط، ومقصد النظام من هذه الألاعيب هو تضليل الناس عن الحديث الجدي في التغيير الحقيقي الذي يخرج البلاد من أزماتها، وهو غير كائن إلا بنظام الإسلام المتمثل بنظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الذي يحمله حزب التحرير للأمة، فالنظام يريد أن يطيل عمره الذي انقضى بالأمل والتسويف، من خلال دوام تغيير وجوهه فقط، ويريد أن يضلل الناس ويحرفهم عن التفكير والالتفاف حول المشروع الحضاري الحقيقي الذي يخرج الناس من ضنك الرأسمالية وجشعها إلى سعة الإسلام وعدله، لذلك يجب على المسلمين في باكستان الحذر من الوقوع في حبال هذا النظام وألاعيبه؛ بعدم الانخراط والخوض في هذا اللغو السياسي الذي لا يعنيهم، وأن ينخرطوا في العمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض هذا النظام العفن.

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

آخر تعديل علىالإثنين, 24 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع