الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بئس الخلف لخير سلف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بئس الخلف لخير سلف

 

 

 

الخبر:

 

شفق نيوز - أثارت تصريحات نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي، الكثير من البلبلة والقلق بين العراقيين الذين لديهم ودائع مقدرة بعشرات مليارات الدولارات في البنوك اللبنانية، لكن متحدثا باسم البنك المركزي في لبنان، قدم تطمينات بأن الحديث عن إفلاس البنك المركزي، غير صحيح. وبحسب المصادر فإن الودائع العراقية يمكن أن تصل إلى 50 مليار دولار، وبحسب المصادر اللبنانية، فإن جزءاً كبيراً من تلك الأموال، هي عمليات تبييض كبيرة حصلت خلال العقدين الماضيين، كما تحصل المودعون العراقيون على تسهيلات من مصارف لبنانية، لإدخال هذه الأموال من دون عمليات تدقيق معتادة.

 

التعليق:

 

هذه هي النتيجة الحتمية لكل بلد تسلّط عليه حكام رويبضات، وُلدوا من رحم الخيانة وارتضعوا العمالة، فهؤلاء لم يسلطهم الكافر إلا لهذا الغرض ولإبقاء الأمة ضعيفة مهزومة تستجدي الغرب أموالها المنهوبة، وبات الجواب واضحا لكل من يسأل عن معاناة هذا الشعب وحاجته وفقره مع كثرة ثرواته، فبلد مثل لبنان تصل الودائع العراقية فيه إلى 50 مليار دولار، أي نصف الموازنة لسنة كاملة يصدر فيها العراق أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا، ولبنان ليس سويسرا ولا أمريكا ولا غيرها من الدول التي اعتاد الحكام الخونة تهريب الأموال المنهوبة إليها، فهل أدرك الشعب العراقي الذي يعيش الضنك، أين تذهب أموال وثروات وخيرات هذا البلد؟! ثم هؤلاء السراق الذين سرقوا قوت الشعب العراقي، تراهم وبكل بجاحة واستهتار يهددون الشعب العراقي بالإفلاس، وقد تكررت مثل هذه التصريحات على لسان وزير ماليته علي عبد الأمير، وأن الدولة في القريب العاجل ستكون عاجزة عن دفع رواتب موظفيها، معتبرا أن سبب كل هذا العجز والانهيار الاقتصادي هو عدد الموظفين الكبير، متغاضيا عن الرواتب الفلكية التي يتقاضاها المسؤولون والوزراء والدرجات الخاصة، وعن السرقات والتهريب، والفساد المالي الكبير الذي أزكمت رائحته الأنوف.

 

أيها المسلمون في العراق: عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه العراق ورأى أرض السواد وما فيها من خيرات، جعلها خراجا لينتفع منها المسلمون إلى يوم يبعثون وليس فقط لمن عاش في عهده، ولم يقسمها بين المحاربين، مع أن مصلحته في التقسيم، ولكنه حاكم راشد يدرك أن الله استرعاه هذه الأمة وأنه جل جلاله سائله عما استرعاه.

 

وعندما هدمت دولة الخلافة خلف هؤلاء الرجال أشباهُ الرجال، فجعلوا ثروات وخيرات البلد فيئا لهم ولأسيادهم، وساموا الأمة سوء العذاب، فكانوا بئس الخلف لخير سلف، فهؤلاء الحكام هم أس الداء وأساس البلاء، ولا راحة للأمة ولا هناءة إلا بقلعهم وإقامة الخلافة الراشدة على أنقاض عروشهم، ومبايعة خليفة راشد يرعى الأمة بشريعة الله تعالى، يقدم مصلحتها على مصلحته، إمام عدل لا تأخذه في الله لومة لائم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مازن الدباغ

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع