- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فولكر اشترى الوقت فهل نضجت الطبخة؟!
الخبر:
كشف عضو مجلس السيادة السوداني الهادي إدريس عن قرب التوصل للاتفاق بين الأطراف للخروج من أزمة البلاد الراهنة، وأكد أن الجبهة الثورية طرحت مبادرة وطنية لتوحيد السودانيين لوضع معالجة شاملة للأوضاع بالبلاد، ستؤتي أكلها قريباً، هذا وقد صرح العميد الطاهر أبو هاجة قائلاً: "واقعاً سياسياً جديداً سيتشكل خلال الفترة القادمة مستفيدا من كل المبادرات الوطنية الخالصة"، وفي السياق نفسه كشفت مصادر تابعة للاتحاد الأفريقي أن رئيس مجلس السيادة طمأن الاتحاد أن كافة الإجراءات لتعيين حكومة تكنوقراط، واختيار رئيس وزراء قد اكتملت في الاجتماع الأخير مع أطراف العملية السلمية.
وكشف رئيس حزب الأمة المكلف اللواء فضل الله برمة أن هنالك أكثر من ثلاثين مبادرة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأساتذة الجامعات، وبعض حركات الكفاح المسلح، أجمعوا على صياغتها في مبادرة واحدة كأساس للحل الوطني سيقدم خلال اليومين القادمين.
التعليق:
إن المبادرة التي تقدم بها فولكر، ودعمها الاتحاد الأفريقي، والتي تركز على اللقاء بكل مكونات المجتمع السوداني، وطلب منهم تقديم مبادرات لحل المشكل السوداني، فإن هذه المبادرة إذاً أريد لها أن تؤخذ بحسب منطوقها، واللقاء بكل مكونات المجتمع السوداني هو شراء للوقت، لصعوبة حصول ذلك في المدى القريب، فالحرية والتغيير وحدها تشتمل على 160 مكونا وأحزاب التوالي السياسي التي كانت في أيام الإنقاذ أكثر من 80 حزباً، يضاف إليها الاتحادات والنقابات ومكونات المجتمع المدني المختلفة مع لجان المقاومة، ذلك الجسم الهلامي الذي يصعب تحديده.
إن هذه المبادرة إذا أريد لها أن تقوم بهكذا عمل فإنها تحتاج إلى ما تبقى من الفترة الانتقالية ومثلها معها. ولكن شراء الوقت يبقى هو المعول عليه، ودفع قطار الثورة نحو المحطة الأخيرة ليصلها وهو خال من الركاب، ويعتمد في ذلك أن يسير القطار بعجلتين، عجلة احتواء المظاهرات والالتفاف عليها حتى إجهاضها أو جعلها عديمة الجدوى، وهو عمل يستهدف به الثوار بشكل أساسي. أما العجلة الثانية التي تعتمد عليها في دفع قطار إفشال الثورة إلى نهايته، تلك الضغوط الاقتصادية التي تحاصر أهل السودان في غرفة الفقر والعوز والحرمان من أبسط متطلبات الحياة الكريمة، مصحوباً بانفلات أمني غير مسبوق، على أمل أن يتنازل الناس عن كل مطالب الثورة، والقبول بسياسة الأمر الواقع. أما الافطار الجماعي الحاشد بالساحة الخضراء لأعضاء المؤتمر الوطني المنحل، مع ما صاحبه من إطلاق سراح منسوبيه من المعتقلات، وعلى رأسهم رئيس المؤتمر الوطني غندور فإنه بمثابة العصا الغليظة التي أشهرت في وجه الأحزاب الممانعة.
إن فولكر والاتحاد الأفريقي والقيادة العسكرية والأحزاب السياسية المتكالبة على السلطة كلهم جميعاً يرقصون في حفل تأبين الحراك الثوري، الذي دفعت فيه الأرواح الطاهرة وسالت من أجله الدماء الزكية. ويختزلون الحل في من يحكم؛ ممثلو الأحزاب أم كفاءات أكاديمية وإدارية تسير المرحلة الانتقالية. في حين إن رأس الداء، وأس البلاء هو في بماذا نحكم؟ لقد تبدل حكام السودان، وتقلبوا بين المدنية والانتقالية والعسكر، ولكن كلما جاء حاكم لعنته الأمة أكثر ممن مضى.
فالحل يجب أن ينصب أولاً على فكرة سياسية تحمل رؤية متكاملة لحل المشاكل الاقتصادية والسياسية والحكم وغيرها. ولما كان لا يوجد غير ثلاثة مبادئ تحمل رؤية متكاملة، فالاشتراكية، وقد انهارت ووريت الثرى، والنظام الرأسمالي وهو السبب فيما تعيشه البشرية اليوم من الضنك والعناء.. وثالثها مبدأ الإسلام العظيم الذي تنزل علينا من فوق سبع سماوات، وحده هو القادر على تحقيق العدالة التي قامت من أجلها الثورة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان