تكرار فواجع أهل السودان سببه سوء رعاية الدولة لهم

 

 

الخبر:

 

‏شهدت ولاية سنار، منطقة تريرة المرفع حادثة مأساوية، حيث غرق مركب في النيل، أسفر عن مصرع 23 شخصاً من النساء العاملات باليومية، في مجال الزراعة، وأكدت معلومات وفاة 17 فتاة من أسرة واحدة، فيما عثر حتى مساء الجمعة على 13 شخصاً تم انتشالهم من النيل وما زال البحث جارياً عن 10 مفقودين. (شبكة السودان نيوز).

 

التعليق:

 

كل لحظة مصيبة وفاجعة، وحوادث متكررة هنا وهناك تكاد تكون بشكل يومي؛ من قتل وغيره، أما الحوادث الناتجة عن سوء رعاية الدولة للناس، وعدم توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لهم فهي تكاد لا تحصى، حيث يذهب ضحيتها من هم بالأصل ضحايا نظام لا يرعى شؤون الناس. وكل هؤلاء الضحايا يجمع بينهم أمر واحد، وهو أنهم وُجدوا في دولٍ حياة الإنسان فيها هي آخر همها، وخاصة الفقراء. فحتى أن يقدم مسؤول التعازي لأهل الضحايا بات أمراً لا يحدث!

 

لن ننسى حادث غرق 21 طفلاً وهم في طريقهم إلى مدرسة في الولاية الشمالية بمركب، وموت خمس أخوات من أسرة واحدة، واليوم نستيقظ على خبر غرق 23 امرأة عاملة 17 منهن من أسرة واحدة!! فمن المسؤول عن هؤلاء وأولئك؟! أليس عدم الاهتمام وسوء الرعاية، وعدم اعتبار حياة الناس أنها ذات قيمة في قاموس الدولة الوطنية ذات النظام الوضعي الفاشل؟ فطبيعي بسبب عدم الرعاية والاهتمام أن تفقد حياة الإنسان فهي لا تمثل شيئاً ما بقينا نعيش في ظل نظام لا يراعي في مؤمن إلا ولا ذمة، بل يعمل على إفقاره واستنزاف طاقته وأمواله وصحته، ومع ذلك لا تجد هذه الأنظمة من يردعها أو يوقف إجرامها بحق المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة.

 

ولن تقف هذه الممارسات العبثية المجرمة عن حياة الناس، ولا حل إلا بدولة خلافة وخليفة يرعى شؤونهم، ويخاف الله فيهم أولا، ثم مراقبة الأمة له التي لا تصمت أو تتساهل عن أي خطأ أو تقصير في حقها التزاما بالحكم الشرعي، فإلى عزي الدنيا والآخرة اعملوا أيها المسلمون.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان