- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نور الله لا ظلمات الكفر
الخبر:
أجرى عاهل الأردن عبد الله الثاني عملية جراحية في ألمانيا.
التعليق:
ليس هو فحسب بل إن جميع حكام البلاد الإسلامية وأغنيائها يلجأون للعلاج خارج البلاد لعدم توفر الإمكانات التقنية في البلاد.
إن عدم توفر التقنية والمعدات والمصحات والمشافي ليس من عجز الأمة ولا قلة خيراتها أو خبرائها بل لأن المتسلطين عليها استولوا على ثروات الأمة ونهبوا خيراتها وصدروا أموالها خارج البلاد، وعند الحاجة للعلاج لا يجدون مستشفيات ولا أطباء أكفاء في الخدمة لأن هؤلاء هاجروا بحثا عن المعاش الحسن والتقنية الحديثة التي يستطيعون بها ممارسة مهامهم الطبية أو الهندسية.
العالم كله يشهد للأمة الإسلامية بقدراتها البشرية والتقنية والتقدم العلمي عبر التاريخ في الوقت الذي كانت فيه أوروبا غارقة في ظلام العصور الوسطى، لا يعرفون نظافة الأجساد ناهيك عن الطهارة أو التعقيم، ولا حاجة للتفصيل فيما لا يخفى على كل مهتم. ولكن المؤسف أن ننحدر نحن إلى هذا المستوى من الانحطاط العلمي حتى نلجأ للغرب سواء للعلاج أو لاستيراد التقنية وطلب العلم، بل إن كثيرا من القوى الاختصاصية في مجالات العلوم والطب والهندسة والفلك هاجرت للغرب لأن بلادهم لا تقبل بهم أو لا تعطيهم حقوقهم ولا تقدم لهم المحفزات للبحث العلمي أو التقدم الصناعي لأن سياسات هذه الدول مرتبطة بالمستعمر الذي يعمل على تجهيل الأمة وتجويعها وربطها به في الصناعة والزراعة والتجارة.
مثال آخر نلمسه هذه الأيام حيث يعاني الناس إثر الحرب في أوكرانيا ارتفاعا في الأسعار وندرة في الموارد الغذائية وخاصة في بلاد المسلمين الذين يستوردون القمح والشعير والذرة والزيوت النباتية وغيرها من الغرب، فحكامنا وساستنا رهنوا أنفسهم وبلادهم للمستعمر في الوقت الذي تملك فيه الأمة مساحات شاسعة يمكن أن تزرع هذه المواد الغذائية للاكتفاء الذاتي بل وللتصدير. ولكن سياسة التجويع والارتباط بالغرب التي مارستها الحكومات أدت إلى هذا النقص في الموارد الغذائية حتى باتت الشعوب مهددة بالمجاعة في قابل الأيام.
في ظل هذا التهديد الحقيقي للناس في معاشهم والخطر المقبل عليهم من مجاعة وارتفاع الأسعار لم يبق للناس عذر للسكوت وأصبح لزاما عليهم أن ينتفضوا على هذه الأنظمة الجائرة ويعيدوا للأرض حكم الله ونظام الإسلام العادل وأن يحكموا بالقرآن، نور ربها الذي أرسله رحمة للعالمين.
﴿قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة