الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اليمن منطقة صراع بين أمريكا وبريطانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اليمن منطقة صراع بين أمريكا وبريطانيا

 

 

 

الخبر:

 

رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليل الخميس/ الجمعة، بالإعلان عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن.

 

وجاء في بيان لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "تدعم الولايات المتحدة تطلعات الشعب اليمني إلى قيام حكومة فعالة وديمقراطية وشفافة تضم أصواتا متنوعة من السياسيين والمجتمع المدني"، مضيفا أن "الأهم في الأمر أن اليمنيين يستحقون حكومة تحمي الحقوق والحريات، جنبا إلى جنب مع تعزيز العدالة والمساءلة والمصالحة".

 

التعليق:

 

منذ ستينات القرن الماضي والصراع يشتد على اليمن بين أمريكا وبريطانيا المستعمرة القديمة له، أي منذ انقلاب السلال 1962م الذي كانت وراءه أمريكا وأعلنت الجمهورية اليمنية، وبقيت بريطانيا في جنوب اليمن حتى أقامت فيه جمهورية عام 1967، وانسحبت عسكرياً من هناك. وكان النظام المصري الموالي لأمريكا بقيادة عبد الناصر يقود الحرب لحسابها في اليمن الشمالي حتى هزيمة الجيش المصري في حرب 1967م، ومن ثم انسحابه. وعلى إثر ذلك قامت بريطانيا في هذا العام عام 1967 بقلب عبد الله السلال عميل أمريكا وأتت بعملائها إلى الحكم في الشمال. فأصبح الشمال والجنوب تحت السيطرة البريطانية. ولكن الصراع استمر بين الدولتين المستعمرتين القديمة والجديدة بواسطة الانقلابات، إلى أن أتت بريطانيا بعميلها علي عبد الله صالح عام 1978 في الشمال، وكان على رأس النظام في الجنوب سالم البيض. فرأت بريطانيا من أجل المحافظة على نفوذها والوقوف في وجه أمريكا أن توحد شطري اليمن برئاسة عميلها علي عبد الله صالح فتم ذلك عام 1990. وعندما جرت الانتخابات في اليمن عام 1993 وكسبها حزب علي صالح، عدَّها علي سالم البيض قتلاً لنفوذه. فاستغلت أمريكا هذا الأمر واستطاعت أن تضم سالم البيض إلى جانبها فيصبح ولاؤه لها فما كان منه إلا أن أعلن فصل الجنوب في تمرد مكشوف. ولكن بريطانيا بواسطة نظام علي عبد الله صالح وعملائها الآخرين في المنطقة استطاعت أن تفشل هذا التمرد، واستمر النفوذ البريطاني في اليمن، ومع ذلك فلم تتوقف أمريكا عن عملها بواسطة عملائها في الحراك الجنوبي وفي غيره، وأضافت إلى ذلك العمل عن طريق إيران وأتباعها من الحوثي وجماعته الذين بدأوا يقودون تمردا مسلحا منذ عام 2004. وما زال عمل أمريكا مستمرا في اليمن بواسطة عملائها في الحراك الجنوبي وأتباع إيران.

 

وأمريكا تدرك قوة النفوذ البريطاني في اليمن وتدرك كذلك أن بريطانيا عريقة في دهائها السياسي، صحيح أنها قد ضعفت كدولة عالمية كبرى، وأصبحت لا تستطيع الوقوف في وجه أمريكا بشكل ساخن، لذا فقد انتهجت سياسة مسايرة لأمريكا وعدم مجابهتها بل ترضيها حفاظاً على نفوذ الإنجليز ولو بالتنازل عن شيء من نفوذها لذا أرادت أمريكا بجميع أعمالها أمام قوة رجالات الإنجليز هناك أن تضع لها قدما في اليمن عن طريق الحوثيين وهذا مطلب قابل للتنفيذ كمدخل لأخذ اليمن في صراع طويل فأدخلت الحوثيين في صراع دموي واحتلوا صنعاء وبعض مناطق اليمن بل تمددوا بشكلٍ كبير حتى أدركت أمريكا أنهم وقعوا في ورطة فأرادت منهم القيام بعمل عسكري ليظهروا أنهم الضحية لحين ترى الولايات المتحدة الوقت مناسبا لإجراء حوار مع الحوثيين لتحقيق هدفها فما كان منها عبر أعمال كبيرة وفترة زمنية إلا أن اسقطت هادي الإنجليزي فتشكل مجلسا رئاسيا من خلال السعودية ودورها مع أن الإنجليز أدخلوا جميع رجالاتهم في المجلس رشاد العليمي وسلطان العرادة وطارق صالح مع رجالاتها في الجنوب ليظهروا أنهم كل اليمن أمام فئة قليلة جدا منقسمة على نفسها بين ولاء سياسي لإيران بحجة التشيع وولاء مذهبي زيدي يعادي المذهب والانتقال الجديد حتى تكون لهم حصة تناسب حجمهم الحقيقي ويكون التفاوض على هذا الأساس بدل أن يأخذوا حصة كبيرة. وأمريكا تدرك هذا الأمر لكنها تريد حاليا إدخالهم في الحكم لذا كانت مهمة المجلس الدخول في مفاوضات مع الحوثيين، حيث نص الإعلان الرئاسي على أن يتولى مجلس القيادة الرئاسي إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا واستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى قيادة المفاوضات مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق النار ووافقت بريطانيا على هذا الأمر نظرا للظرف الدولي وقوة الجوار الأمريكي الإقليمي وإطالة أمد الصراع حيث قالت بريطانيا، يوم الخميس، إنها تتوقع من مجلس القيادة الرئاسي في اليمن العمل بجدية وسرعة نحو المفاوضات السياسية مع الحوثيين.

 

وفي الختام، فإن الصراع لن يتوقف في اليمن طالما استطاعت أمريكا إدخال الحوثيين في الحكم لتبدأ بعدها في صراع آخر بين طرفي الحكم والحدود والصلاحيات والثلث المعطل ومن خلال وجودهم في الحكم ستعمل أمريكا على زيادة مساحة حصتها في صراع سياسي مستغلة ضعف الإنجليز وقوة وجودها وأدواتها في الإقليم، ومعنى هذا أن الصراع لن ينتهي بتشكيل المجلس من خلال وجود طرفين في الحكم بل ستزداد الأمور شدة لتسير الأمور على أحد أمرين ولو طال الصراع؛ إما أن يتغلب أحدهما على الآخر فتخلص له الأمور، أو أن تتغير الأمور دوليا فيقضي الله أمراً كان مفعولا بإقامة دولة الإسلام وما ذلك على الله بعزيز فتعود اليمن كما كانت الإيمان يمان، أحفاد أويس القرني.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع