وزارة الأوقاف المصرية تقوم بحملات ليلية لمنع الاعتكاف في المساجد

الخبر:

كثفت وزارة الأوقاف المصرية من حملاتها الليلية في مناطق عدة للتفتيش على المساجد بهدف التأكد من إغلاقها وذلك في إطار تنفيذ توجيهات وزير الأوقاف محمد مختار جمعة بمنع الاعتكاف وصلاة التهجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل صورا تظهر عاملين بالأوقاف أمام مساجد مغلقة في محافظة الإسماعيلية أثناء الحملات التفتيشية، وكانت وزارة الأوقاف قد هددت بمعاقبة أئمة المساجد الذين يسمحون بإقامة تلك الشعائر بالفصل والتحقيق بعد توصية لجنة إدارة الأزمات وجائحة كورونا التابعة لرئاسة مجلس الوزراء. (موقع الجزيرة مباشر)

التعليق:

ليس غريبا أن يقوم الطواغيت بمحاربة الله ورسوله وشريعته جهارا نهارا، فهم أعداء الله ولا ريب، وهم ما أُوصِلوا إلى سدة الحكم إلا لهذه الغاية، فأسيادهم في الغرب أوكلوا لهم مهمة محاربة الإسلام والتنكيل بأهله وإذلالهم ومنع عودتهم إلى دينهم، لذلك لا يُتصور منهم إلا هذا الأمر، وأما الأمر الذي لا يكاد يُصدق فهو أن يقوم بعض أشباه العلماء ممن يرتدون الزي الأزهري ممن باعوا آخرتهم بدنيا فرعون مصر السيسي بأعمال استخباراتية وملاحقة الأئمة الذين ينوون القيام بإحياء سنة المصطفى بالاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان ومعاقبتهم بالفصل!

يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ وكتب التفسير متفقة على أن هذه الآية نزلت في الكفار الذين كانوا يمنعون المسلمين من الوصول إلى المساجد لأداء الصلوات فيها. يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "والمراد بمنع المساجد أن يُذكَرَ فيها اسمُ الله: منع مَن يأتي إليها للصلاة والتلاوة والذكر وتعليمه، والمراد بالسعي في خرابها: هو السعي في هدمها ورفع بنيانها، ويجوز أن يُراد بالخراب تعطيلها عن الطاعات التي وضعت لها فيكون أعم من قوله ﴿أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾، فيشمل جميع ما يمنع من الأمور التي بُنِيَت لها المساجد كتعلم العلم وتعليمه والقعود للاعتكاف وانتظار الصلاة". انتهى قول الإمام الشوكاني.

صحيح أن المفسرين متفقون على أنها نزلت في الكفار الذين حالوا بين المسلمين وبين مساجدهم، إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولذلك فإن الآية تشمل أيضا أية شرذمة رخيصة من أبناء المسلمين إن حالت بيننا وبين مساجدنا، ويكون ظلمهم عند الله أشد من ظلم الكفار لنا، فهل يقبل مشايخ السيسي أن تُكتبَ أسماؤهم عند الله من الظلمة الذين يمنعون عباد الله في شهر رمضان من إحياء سنة الاعتكاف في بيوت الله؟!

يقال إن عمر بن عبد العزيز رحمه الله سأل جلساءه: من أحمق الناس؟ قالوا: رجل باع آخرته بدنياه. فقال: أؤنبئكم بأحمق منه؟ قالوا: بلى، قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أبو هشام