السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الدبلوماسية العلمانية لا يمكنها أبدا أن تصنع السياسة الخارجية للدولة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدبلوماسية العلمانية لا يمكنها أبدا أن تصنع السياسة الخارجية للدولة الإسلامية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

قالت وزارة الخارجية الهندية في تصريح لها إن مجموعة من الدبلوماسيين سافروا من كابول للاجتماع مع مسؤولين من الإمارة الإسلامية، ولمناقشة المساعدات الإنسانية. كما غرّد عبد القهّار بالخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية لطالبان، على تويتر قائلا إن هناك اجتماعا بين جي بي سينغ، السكرتير المشترك لوزارة الخارجية الهندية، وأمير خان متقي، وزير طالبان للشؤون الخارجية، والذي ركز على العلاقات الثنائية والمساعدات الإنسانية.

 

وقد علّق أمير خان متقي على زيارة الوفد الهندي إلى كابول بأنه "بداية جيدة" من شأنها أن تقوّي العلاقات بين حكومة طالبان والهند، وطالب باستكمال المشاريع الهندية التطويرية إضافة إلى استمرار الوجود الهندي الدبلوماسي والخدمات الاستشارية في أفغانستان، خصوصا للمرضى والطلاب الأفغان.

 

التعليق:

 

اليوم، فإننا نحن المسلمين نعيش في عالم تُمارس فيه القيم العلمانية بشكل عالمي؛ فالناس يُقادون على عكس ما أمر به الله سبحانه وتعالى، وتقريبا فإن جميع الشؤون تُدار حسب أمر الكفار الذين تضم قوانينهم كل شيء من العلاقات الدولية إلى الشؤون الشخصية. وهذا النظام الكافر في العالم يتم بإشراف بعض المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة، إضافة إلى الدول العظمى كأمريكا والدول الأوروبية وروسيا والصين والهند وغيرها. فهذه الحكومات والمنظمات الكبيرة في العالم ترى العالم كعائلة هم الأوصياء عليها. على الرغم من أن هذه الحكومات والمنظمات تتصرف حسب مصالحها الخاصة، ولا تسمح لأي أحد بتحدي أو تهديد نظامها العلماني، في الوقت الذي تتدخل فيه حتى في العلاقات العسكرية بين المسلمين. حيث غرّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، على تويتر معلقا على المراسيم الأخيرة الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية: "أنا مرة أخرى، أهيب بطالبان الحفاظ على وعودها للنساء والفتيات الأفغانيات حسب قانون حقوق الإنسان العالمية".

 

فعندما نتحدث عن النظام العالمي، فإننا في الحقيقة نتحدث عن المبادئ والعادات التي وضعتها القوى العظمى واستمرت على إجبار الآخرين على الالتزام بها. ومعظم هذه المبادئ والقوانين تتمثل في العلاقات الخارجية بين الدول. فالعلمانية تعتبر أساس كل هذه المبادئ، وكما أنها تشجع الناس كأفراد للتصرف على حسب مصالحهم المادية، فإنها تدفع أيضا الحكومات للتصرف على حسب مصالحهم الوطنية، ملتزمين بالنظام العلماني العالمي وبالرجوع إلى المبادئ العالمية السائدة بغض النظر عن القيم والدين والعادات. ومن الظاهر حقا من خلال الأداء المستمر للإمارة الإسلامية أنها تنظر للسياسة الخارجية من المنظور نفسه الذي تتبعه باقي دول العالم، كما أنها تطالب أن تكون عضوا في الأسرة العالمية التي تحكمها الدول والقيم الكافرة، باعتبار أنفسهم أنهم آباء الدول الأخرى.

 

كل هذا يحدث في الوقت الذي اختار فيه الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية لقيادة البشرية بالشريعة الإسلامية؛ من خلال إنشاء نظام عالمي، وأن نصبح سادة العالم. إن المهمة الأساسية للدولة الإسلامية، والتي ورثناها من النبي محمد ﷺ، هي جعل الدين الإسلامي فوق كل الأديان والأنظمة الأخرى من خلال الدعوة والجهاد. ولو لم يتم الالتزام بذلك، فإن ضرورة وفلسفة الدولة الإسلامية تصبح محل شكّ. لهذا، فإن جميع الحكومات الأجنبية يُنظر لها أنها عدو حسب السياسة الخارجية للدولة الإسلامية، التي تراهم كافرين. والواجب على المسلمين أن يحملوا لهم الإسلام ؛ فإن لم يستسلموا فعلى مجاهدي الدولة الإسلامية أن يقاتلوهم، كما قال رسول الله ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه، وَأَنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّه».

 

وفي الوقت الحالي، فإنه من المقبول للدولة الإسلامية أن تدخل في معاهدات وعلاقات تجارية وسياسية مع بعض الحكومات الكافرة، إلا أن هذه المعاهدات يجب أن تكون مؤقتة. لكنه من غير المسموح أن تتم إقامة معاهدات وعلاقات سياسية مع الدول المحاربة. فالواجب مقاتلة الدول المحاربة حتى يخضعوا لحكم الإسلام. ومن الأمثلة على مثل هذه الدول الصين التي احتلت شرق تركستان، وعذبت الإيغور؛ وروسيا التي غزت سوريا وليبيا والقرم وسيطرت على آسيا الوسطى؛ وأمريكا المتنمرة العالمية التي وبكل وضوح غزت البلاد الإسلامية في الوقت نفسه الذي دعمت فيه كيان يهود؛ إضافة إلى نظام هندوتفا في الهند الذي احتل كشمير، وعذّب واغتصب وقتل المسلمين لسنين، حتى إنه منع أخواتنا المسلمات من ارتداء الخمار في المؤسسات التعليمية. فكيف يمكن للإنسان أن يهجر النظام الإسلامي وأن يتمسك بالنظام الغربي في التعامل مع مثل هكذا حكومات؟!

 

وفي النهاية، ما الذي يمنعنا من رفض تطبيق الإسلام في كل مناحي الحياة، وحمله للعالم عن طريق الدعوة والجهاد؟ فرضا الله عز وجل خير من رضا قوى اليوم؛ فالسعي للصداقة والعداوة القائمة على أساس الإسلام، خير من الصداقة والعداوة القائمة على أساس الدبلوماسية العلمانية؛ فرضا الله عز وجل خير من رضا الحكومات الكافرة؛ وجنة عرضها السماوات والأرض خير من حدود في الأرض. ولهذا يجب علينا أن نخلع الحواجز العقلية والفكرية، التي جاءت بسبب واقع النظام العالمي اليوم، وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى (وهو خير من يدبر أمورنا) من خلال إقامة الحكومة الحقيقية للأمة. فسبحانه المهيمن على كل شيء وهو نعم الوكيل.

 

﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع