- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مولي في تزور الخرطوم قبل بدء الحوار السوداني
الخبر:
اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس فى بيان صحفي أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون الأفريقية مولي في ستزور السودان في الفترة من الخامس للتاسع من شهر حزيران/يونيو الجاري لدعم العملية التي يقودها السودانيون لحل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد بتسهيل من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد. وأشار البيان إلى أن المسؤولة الأمريكية ستلتقي خلال وجودها في السودان بقطاع واسع من أصحاب المصلحة والفاعلين السياسيين السودانيين وحثهم لاغتنام الفرصة التي توفرها العملية التي تقوم بتسهيلها الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد لاستعادة الانتقال الديمقراطي والاستقرار الاقتصادي ودعم السلام. (وكالة السودان للأنباء 5 حزيران/يونيو2022م).
التعليق:
ما تدخل الغرب في بلد إلا وحوله إلى أرض نزاعات، وهذا ما تأسست عليه سياستهم الاستعمارية التي تصطاد في الماء العكر! فقد كتب وود وزير الخارجية البريطاني في خطاب إلى اللورد الجن، الحاكم العام للهند في 1882م – 1883: "لقد حافظنا على سلطتنا على الهند بتأليب طرف على آخر وينبغي أن نستمر في القيام بذلك، ومن ثمّ يتعيّن أن تفعل كلّ ما في وسعك للحيلولة دون أن يتبنّى الجميع مشاعر مشتركة". وكتب الفيكونت روس، وزير الدولة البريطانية، في رسالة لنائب ملك بريطانيا اللورد دوفرن فيقول: "التقسيم للمشاعر الدينية يحقق الكثير لمصلحتنا".
تدخل سافر في شؤون هذا البلد الذي لا يملك القائمون على أمره قرارهم فيفتحون المجال لدول الغرب الرأسمالية الاستعمارية التي لا تقيم وزنا لإصلاح حال الآخرين بل أثبت التاريخ أنها تؤجج الصراعات وتفتعلها خدمة لمصالحها، وأقرب مثال في اليمن وسوريا، فماذا فعلت دول الغرب وبعثاتها ومبعوثوها غير الصراع على المصالح وإيقاع البلد المتصارَع عليه في دوامة الحروب والنزاعات؟!
قطعا لن تحل مشاكل أهل السودان بتدخل أمريكا التي كانت على مدى عقود مسيطرة على الحكم وما زالت عبر عملائها فوقع السودان في حالة الاهتراء الداخلي والتشظي التي بدأت بمحادثات وحوارات مع متمردي جنوب السودان فكانت النتيجة تغليب أصوات الضجيج والرأي السمج، بل وصل إلى إمضاء اتفاقية نيفاشا قسرا وغصبا عن وفد الحكومة المفاوض، وما جنى ساستنا إلا صناعة إنجازات الآخرين على نزاعاتنا في قلب بلادنا، وأمريكا والغرب يصفقون بكلتا أيديهم على عمالة وغباء ساستنا! وها هم يدعمون جنوب السودان بالمال والدعم اللوجستي، يقول أحد حكماء الاستراتيجية الصينية: "أسهل طريقة لهزيمة عدوك، أن تجعله يستعمل سلاحه ضد نفسه وأن تورطه في أخطاء مدمرة لقوته".
لم يحل الغرب أزمة سياسية في أي بلد تدخل فيها بل كلما تدخل غذى النزاعات والفتن الداخلية مستغلاً مرض ساسة المسلمين اليوم وهو حب الرئاسة والزعامة، وخلف الكواليس أطراف خفيّة؛ الغرب وأدواته يحركون الخلافات والنزاعات، وقد يكون من أطراف النزاع أنفسهم من ظاهره القوة والبطولة غير أنّه مخترق من فئة تعمل مع الغرب، فهو مرتبط بالغرب يعمل بأوامره أو أنّه غبي يعمل بظنّه إقامة شيء يُزيح تدخل الغرب السافر، غير أنّه يضع موطئ القدم ويكون سبباً بأعمال وطّدت إقامة أمريكا نفوذها على ظهره، لذلك كانت سبباً في تقوية نفوذ الكافر لا خدمة له.
بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر قال هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "إن الصراع التالي سيكون بين المسلمين أنفسهم"، وهو بهذا يُشعر بشيء يدور في الخفاء أنّ ثمّة جوانب ستُصنع لإدارة النزاعات وتغذية الصراعات؛ وإلاّ فإنّ الطبيعي أن تكون المواجهة بين الغرب الذي يظهر كل يوم على حقيقته الاستعمارية وبين البلاد المستعمرة، فما الذي يُحوّل بوصلة الصراع، ويُدير دفّته لتتركز بين أبناء البلاد؟ وشهد شاهد أمريكى آخر على خبث سياستهم تجاه بلاد المسلمين؛ ريتشارد نيكسون إذ قال: "إن رياح التغيير في العالم الثالث تكتسب قوة العاصفة، ونحن لا نستطيع إيقافها لكننا نستطيع أن نساعد في تغيير اتجاهها".
ألا تستطيع أمة الإسلام قلب الطاولة على الجميع وإقامة شرع الله في دولة خلافة راشدة تقضي على مخططات الغرب السياسية القذرة؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان
#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر