الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
علماء السودان وحكام الضرار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

علماء السودان وحكام الضرار

 

 

الخبر:

 

أعلن الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة (إسعاد) رفضه القاطع للبعثة الأممية والتجديد لمبعوثها فولكر بيرتس في السودان، وأكد رئيس الاتحاد محمد صالح محمد شريف، أن البعثة الأممية لا تعمل إلا ضد الإسلام والمسلمين، وقال في مؤتمر صحفي، إن الاتحاد يرفض الخطوات التي يقوم بها رئيس بعثة يونيتامس فولكر وتدخله في شؤون السودان وشعبه. (تسامح نيوز 2022/6/7م).

 

التعليق:

 

بعد انقلاب البرهان في تشرين أول/أكتوبر 2021م، على الحكومة الفاشلة برئاسة حمدوك، والتي استنجدت ببعثة الأمم المتحدة، توترت العلاقة بين العسكر القابضين على السلطة وبين بعثة الأمم المتحدة المتكاملة (يونيتامس)، وسبق تصريح الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، حملات شعبية للمطالبة بطرد بيرتس تحت ذريعة تدخله في الشؤون الداخلية بتأييد العسكريين الذين سمحوا للتجمع الغاضب بالوصول إلى مباني البعثة دونما اعتراض، فيما كانت الاحتجاجات المنظمة ضد الحكومة تقمع بعنف حتى أمس القريب، وبعدها بدأ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بالتصريح جهرا بأن مبعوث الأمين العام لا يظهر الحياد، ويميل إلى أحد الأطراف، في إشارة إلى قوى الحرية والتغيير التي اختلف معها البرهان، كما تحدث البرهان عن انصراف بيرتس عن مهامه والانشغال بالمبادرة السياسية، فيما كان عليه متابعة تنفيذ اتفاق السلام والتحضير للانتخابات وغيرها من المهام.

 

يبدو جلياً أن الأطراف المتصارعة على السلطة في السودان كل منها يستخدم قاعدته الشعبية. وكان موقف الاتحاد السوداني للأئمة والدعاة يصب في خانة العسكر، والأصل في العلماء ورثة الأنبياء أن يكون موقفهم شرعياً، ولما كان العلماء بما آتاهم الله من علم، ورثة للأنبياء، وتحملوا أمانة الارتقاء إلى منبر رسول الله ﷺ، كان لا بد لهم من بيان الحق والصدع به، كما كان رسول الله ﷺ وصحابته من بعده، ومن ثم علماء الأمة العاملون، فلنا فيهم أسوة حسنة، فحريّ بالعلماء وحملة الدعوة أن يكون إحساسهم بفساد الواقع والحاجة للتغيير أقوى من غيرهم، فيبصروا ما وراء الجدار لينبّهوا الأمة ويأخذوا بيدها إلى جادة الصواب، لا أن يكونوا مع أحد الفريقين المختصمين على كرسي معوج القوائم!

 

في حين إن كبار علماء المسلمين في ماضينا المجيد اشتهروا بعلمهم الوفير وفهمهم العميق للدّين، وهو ما جعلهم عظماء حقاً في مواقفهم الشجاعة من أجل الحق، وتحديهم الثابت للأخطاء في وقتهم، مثل الإمام أبي حنيفة رحمه الله، فقد كان غير راضٍ عن قيادة المنصور بشكل عام، وقالت له والدته في يوم من الأيام عندما كان في السجن، "يا نعمان، إن هذه المعرفة لم تنفعك إلا لضربك وسجنك، وهذا يكفي لأن تتخلى عنها"، فأجابها: "يا أماه، إذا رغبت العالم لكنت حققت ذلك، ولكني أردت أن يعلم الله سبحانه وتعالى أنني أحافظ على العلم الذي أعطاني، ولم أسلم نفسي معها للجحيم"، والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وقد حثّه عمه، عندما كان في السجن، على الامتناع عن المعارضة علنا لرأي المعتصم. فأجاب: "إذا كان العلماء لا يقولون الحق، وبالتالي فإن الناس يتجاهلونه، فكيف بعد ذلك سيعرف الحق؟!".

 

فيا أيها العلماء، كونوا خير خلف لخير سلف، واعملوا مع العاملين لإحقاق الحق بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تفوزوا في الدارين، فالتاريخ يخلد العلماء العظام ولكنه لا يرحم من تناسى واجبه وخاض مع الخائضين.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

#بالخلافة_نقتلع_نفوذ_الكافر

آخر تعديل علىالثلاثاء, 14 حزيران/يونيو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع