- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وزير أوقاف النظام الأردني يمنع الأطفال الصغار من حفظ كتاب الله ولو طلب آباؤهم!!
الخبر:
وزير الأوقاف الأردني الدكتور محمد الخلايلة يمنع الأطفال الصغار في عمر الخامسة من حفظ كتاب الله ولو طلب ذلك آباؤهم، بدعوى أن ذلك يشغلهم عن الكتب الأخرى في الروضة!
التعليق:
إن الحرب التي تمارس على هذه الأمة من حُكامها وأدواتهم بغياب الحامي قد نالت أعظم كتاب عرفته البشرية! القرآن الكريم الذي تريد منع الأطفال من حفظه يا دكتور محمد الخلايلة هو كلام الله وهو الدليل العقلي والنقلي، وهو المعجز الذي أعجز البشر على أن يأتوا بسورة من مثله، كما أنه أول مصادر التشريع الصحيح الذي من عند الله لأن الإنسان ناقص وعاجز ومحتاج، وهو في حكمه على الأشياء والأفعال يتأثر بهوى النفس ويتأثر بمشاعره المتفاوتة بينه وبين غيره من البشر ويتأثر بالبيئة التي يعيش فيها.
لقد كان القرآن منذ نزوله طوق الأمان للبشرية جمعاء ليحييها بعد الذي كانت تعيشه من ضنكِ وظُلم الأنظمة التي كانت تحكمها، لقد أُشرب الصحابة القرآن حُباً وعملاً ومن بعدهم التابعون وعلماء الأمة إلى يومنا هذا منذ صغرهم؛ فهذا محمد بن إدريس، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب الشافعية، كان شعلةً متقدةً من الذكاء، رغم أنه نشأ يتيماً وفقيراً إلا أنه رُزِق بأمٍّ عظيمةٍ صنعت منه قائد أمة، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ للإمام مالك بن أنس وهو ابن عشر سنين، وأذن له في الإفتاء وعمره خمس عشرة سنة.
وهذا إمام المذهب الحنبلي، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وُلِدَ سنة 164هـ، وتوفي سنة 241هـ، كان أبوه جندياً فمات شاباً أول طلب أحمد للعلم في سنة 179هـ، فتولت أمره أمه، فجعلته ينكب على طلب العلم، فحفظ القرآن الكريم وهو لم يجاوز العاشرة من عمره، وأصبح بعد ذلك علماً من أعلام الدين، إماماً في الحديث وعلومه، إماماً في الفقه ودقائقه، إماماً في السنة وطرائقها، إماماً في الورع وغوامضه، إماماً في الزهد وحقائقه.
وهذا محمد بن داوود الظاهري أحد من يضرب بمثله الذكاء، وُلِدَ سنة 255هـ، وتوفي سنة 279هـ، كان عالماً فقيهاً، أديباً شاعراً ظريفاً، حفظ القرآن الكريم وله سبع سنين، ثم اتَّقد ذكاءً، فذاكر الرجال بالآداب والشعر وله عشر سنين، وكان يُشاهَدُ في مجلسه أربعُمائة صاحب مِحْبَرَةٍ.
والتاج الكندي حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وكمَّل القراءات العشر وله عشر سنين، وأصبح بعد ذلك فريد عصره في فنون الآداب والشعر وعلو السماع، ولم يبلغ أحد من العلم ما بلغ منه، كان يقف بابه من المماليك الأتراك وغيرهم ما لا يقف إلا على باب ملك. ولا يتسع المقال إلى ذكر حتى الجزء اليسير من تلك القائمة المليئة بأسماء علماء المسلمين الذين حفظوا القرآن وأبدعوا في العلوم منذ صغرهم.
وفي دراسة علمية حديثة للدكتور عبد الباسط متولي أستاذ الصحة النفسية بجامعة الزقازيق، حول أثر تعلم القرآن والفقه على مستوى النمو اللغوي والذهني للطفل وتنمية الذكاء لدى الأطفال لتؤكد أن حفظ القرآن الكريم في الصغر يضمن تفوق الأبناء ونجاحهم في الكبر، وينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم بالإضافة إلى تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي وقدرة كبيرة على تنظيم الوقت.
فما هي حجتك أمام الله يا دكتور محمد الخلايلة؟ أتخشى النظام؟ والله أحق أن تخشاه؟!
إن القضية الأكثر أهمية هي قضية الأمة الإسلامية والتي تتمحور في عدم تمكين الأمة الإسلامية من العودة إلى النظام العالمي، أي عدم تمكين عودة الإسلام السياسي إلى النظام العالمي مطلقاً، والذي بعودته سيوضع القرآن موضع التطبيق، وهذا ما تحاربه الدول الغربية بكل إمكانياتها وأدواتها، فهي تعلم تماماً أن عودة الإسلام إلى الحكم تعني تغيير النظام العالمي برمته، وسيكون ذلك على أنقاض دولها الجائرة الظالمة التي أشقت البشرية، ومن هنا تُفهم الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين من دول الكفر وأتباعهم من الحكام الخونة ومن العملاء.
إنه صراع قائم بين الحق والباطل فيه الطرف الأول هو الإسلام والأمة الإسلامية بما فيها أفرادها وجماعاتها وجيوشها، وجميع عناصر قوة الإسلام والأمة الإسلامية، وهي جميعها مستهدفة من دول الكفر وأتباعها، وأما الطرف الثاني فهو دول الكفر بالإضافة إلى الدول التابعة على اختلاف مصالحهم وتنافسهم وتصارعهم فيما بينهم.
فاتقِ الله يا خلايلة وكن مع الصادقين وكن بصفّ أمتك بدل أن تكون في صفّ أعدائها! وتذكر أن رسول الله ﷺ أخذ بلسان معاذ بن جبل رضي الله عنه وَقَالَ: «كُفَّ عَلَيْك هَذَا». قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: «ثَكِلَتْك أُمُّك، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟».
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم