- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ارفعوا أيديكم عن بلادنا وخذوا عملاءكم من ديارنا
ولن يكون للمجاعة شبح ولا واقع بإذن الله
الخبر:
نشرت الجزيرة نت حلقة من برنامج: سيناريوهات، تحت عنوان:
"أسوأ الأعوام.. شبح المجاعة يطارد دول العالم فهل من سبيل لمواجهتها؟" جاء فيه:
حذَّر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" من شبح مجاعة محدقة بالعالم، ليس فقط بسبب ندرة الحبوب، بل أيضا بسبب عدم القدرة على شرائها مما يهدد الملايين من الناس بالجوع.
التعليق:
يحق لنا أن نتساءل: هل العالم حقا على أبواب مجاعة أم أن المجاعة تعتصر العالم منذ جثم النظام الرأسمالي على صدور الناس وتربع رجال انتهازيون استغلاليون على سدة الحكم في البلاد التي يقال عنها زورا وبهتانا أنها فقيرة، لذا يعاني أهلها الفقر والجوع والعوز؟
إن البلاد الفقيرة سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط، بل الشرق بشكل عام، هي من أغنى بلاد العالم، لكنها بلاد مسروقة خيراتها، مكبلة شعوبها، ومخطوفة إرادتها.
إذ كيف تكون فقيرة تلك البلاد التي تحوي الغابات الواسعة والأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة، والمياه الدافقة والقوى العاملة، وفي باطن أرضها المعادن منها الثمينة ومنها الضرورية للصناعات التقليدية والصناعات الحديثة والبترول والغاز الذي يمثل مصدر الطاقة الذي يحتاجه العالم أجمع؟!
إذن هي بلاد تملك الموارد المختلفة التي تمكنها من أن تكون من أغنى بلاد العالم إن لم تكن الأغنى. فما الذي يجعلها تعاني الفقر وتهدَّدُ شعوبها بالمجاعة؟! أليس هو النظام الرأسمالي ودوله الاستعمارية التي تسرق مواردها وخيراتها وتعطل دورها الإنتاجي وتفرض عليها أن تكون سوقا لمنتجاتها؟ ووسيلتها لذلك هم أولئك الحكام الدمى الذين يعيشون متطفلين على هذه الشعوب المنكوبة، والحروب التي تثيرها في هذه البلاد فتجعل أبناءها وقودها فتعطل الاقتصاد وتضربه في مقتل.
ولقد ابتلينا بحكام مجرمين؛ عطلوا الحياة الاقتصادية بتعطيل المشاريع المنتجة في بلادنا واهتموا بالمشاريع الخطرة من مثل السياحة والرياضة والفن الهابط من تمثيل وغناء و... فجعلوا البلاد تتسول لقمة العيش من الدول الكافرة وتعتمد في حياة شعوبها على الخارج، فهي تستورد المنتجات الزراعية والصناعية، ما يجعلها تتأثر وتعاني من أي مشكلة تحدث في العالم، وبعد هذا تأتي تلك الدول لتمن علينا بمساعدات وقروض تثقل كاهلنا وتجعلنا مدينين لها طوال عمرنا. فأي قلق هذا الذي تبديه الأمم المتحدة تجاه الشعوب الفقيرة؟! وما جدوى النداءات والتحذيرات التي تطلقها بين الفينة والأخرى؟ والأدهى أن يخرج علينا قادة ومسؤولون من بلادنا ليحذروا من هذه المصيبة التي هم وراءها وهم جزء منها!
وما يثير السخرية أن يتذكر رجالات دول الضرار أن على دولهم أن تهتم بالمزارعين وتدعم الإنتاج الزراعي! آلآن تذكرتم هذا الحل؟! ألم يكن هذا الحل واضحاً أمامكم؟ وهل هي مقترحات جدية ستجد طريقها للتنفيذ أم هي للتداول الإعلامي ليس إلا؟
أليس هذا هو الأصل في الحكومات التي تحسن الرعاية؛ أن لا تجعل حاجتها الغذائية تحت رحمة الخارج سواء الأعداء أو غير الأعداء؟
إن الاهتمام بالزراعة والتشجيع عليها ودعم المزارعين هو الخطوة الأولى لبناء دولة صاحبة قرار تهتم بشعبها وتخطط لمستقبل واعد له. هذا بالتوازي مع اهتمامها بالصناعة الثقيلة التي تجعلها سيدة نفسها قوية في ذاتها وأمام أعدائها، تجعل مصلحة شعبها أولوية ولا تسلمها للأعداء.
وأختم تعليقي بالتذكير أن هذه البلاد الفقيرة التي يتباكى عليها العالم كانت سلة غداء العالم. وإن من أفرغ هذه السلة هم هؤلاء المتباكون الذين يذرفون عليها دموع التماسيح من جهة ويقبضون على قفل الباب الذي يفتح المجال رحباً لإحياء هذه البلاد وشعوبها. نعم فليوقفوا الصراع فيما بينهم على ثرواتنا وأراضينا وليخرجوا من بلادنا ويأخذوا معهم عملاءهم، وليخلُّوا بين الشعوب وما تختار من قيادات من أبنائها المخلصين والنظام العادل الذي يحسن رعايتها ويرتقي بها ويجعلها دولة قائدة لا مقودة.
فليرفع الغرب ولايته عن بلادنا وليتركنا نُقِمْ نظامنا ونبايع خليفتنا، حينها لن تعيش آسيا أو أفريقيا أو أي بلاد تستظل بظل الخلافة من الجوع أو الفقر أو الاستغلال.
اللهم وحد كلمتنا ويسر لنا أنصارا كأنصار نبيك ﷺ لنُري العالم كيف تكون رعاية الشعوب وكيف يكون دعمهم ومعونتهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة