- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾
الخبر:
ضمن فيلم وثائقي تلفزيوني باسم "المصير" عُرض على قناة العهد الفضائية بتاريخ 2022/6/30، كشف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق أثناء حديثه حول ملابسات سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة، كشف عن معرفته بمخطط تقوده أمريكا لإسقاط الموصل ثم باقي المحافظات تمهيداً لإسقاط نظام الحكم في العراق على حد زعمه.
التعليق:
يتحدث المالكي سيئ الصيت عن أحداث راح ضحيتها آلاف الأبرياء من الناس، وتعطلت على إثرها مقومات الحياة، وكان هو يومها على هرم السلطة في البلد، يتحدث وكأنه محلل سياسي يكشف خيوط مؤامرة، وهو أحد أكبر المتآمرين، وكان رأساً من رؤوس تنفيذ ذلك المخطط، الذي أهلك به أعداءُ اللهِ الحرثَ والنسل، فسياساته التي ألهبت نار الطائفية، وأشعلت فتيل النعرات المذهبية في البلاد، لا تخفى على مُطّلع.
يتنصّل من المسؤولية، بتصريحه أنّ المخطط كان أمريكياً، وأنه كان على علم بذلك، بل يدّعي أنه رأى بنفسه من يخطط لتلك المؤامرة مرتدياً الزي العسكري الأمريكي!
فإن صحّ ادّعاؤه، فهو الهوان بعينه، فكيف يرى رئيس حكومةِ بلدٍ ما، مؤامرة الكافر المستعمر على بلاده بأمّ عينه، ولا تثور له ثائرة، ولا يستنفر كافّة الطاقات لإيقاف هذه المؤامرة التي ستطال بلاده وشعبه؟!
فإذا صدق فيما قال، فهو شريك رئيس بالمؤامرة، لعدم كشفها آنذاك، والحد دون مُضيّها. وإن كان متّهما رئيساً بتلك المؤامرة - وهو الذي تشير إليه أغلب التقارير وصرّح به الكثير من السياسيين والمحللين بالإضافة إلى بعض القادة العسكريين - فهو غاشٌّ لرعيته، يقول رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» متفق عليه. وبكلتا الحالتين هو خائنٌ لله ورسوله ﷺ وللمسلمين، لما ألحقَ من أذى بعباد الله عز وجل.
أيها المسلمون: أين ذلك الحاكم الذي لا تغفو له عين، ولا يهدأ له بال، ورعاياه الآمنون تحت تهديد أو خطر حادق؟ أين ذلك الحاكم الذي يحرص على رعيته، يذود دونهم، يحقن دماءهم، يأمنون بظلّه، ويأتمنونه على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، يصدقهم ويصدقونه؟ أين من يكون لهم جُنّة يتّقون به ويقاتلون من ورائه، ويدفع عنهم كل صائل معتدٍ؟
أيها المسلمون: أما يكفيكم شقاءً تحت حُكم هؤلاء الشراذم؟! أما اتعظتم من تجاربكم وتجارب غيركم، حين وثقتم بأمثال هؤلاء من الحكام، فأضاعوكم وباعوكم وكذبوا عليكم ونهبوا ثرواتكم؟! أما اعتبرتم؟! ألا تحنّون لعزّتكم التي أضاعها اللاهثون وراء سراب الدنيا؟! ألا يتحرك الشوق فيكم إلى عيشة يرضاها الله وترضيكم؟!
أيها المسلمون: لعزتكم نستنفركم، ولرفعتكم ننشدكم، ولرضا ربكم ندعوكم، فاستجيبوا إذا دعيتم لما يحييكم، فانفضوا عنكم أغبرة السنين العجاف، واركلوا حكام العمالة وأزيحوهم، فأنتم أمّة الخير، وفيكم الخير إلى يوم الدين.
أقيموا شرع ربكم، أقيموا خلافة عزّكم، لتعود كرامتكم، ويهنأ بالكم، ويرضى ربكم تبارك وتعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا