- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفسدته السياسات الرأسمالية لا يصلحه إلا نظام الإسلام العظيم
الخبر:
دعا نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، كافة القطاعات الرياضية بالجنينة لدعم عملية السلام ورتق النسيج المجتمعي بالولاية، باعتبارهم شريحة مهمة وفاعلة لدعم السلام المجتمعي، وقال "ما أفسدته السياسة تصلحه الرياضة بوصفها جسراً للسلام والمحبة". (الصيحة).
التعليق:
إن السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، تقوم بها الدولة والأمة، فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة. فالسياسة لا تفسد بل يفسد من يقوم عليها وهو ليس من أهلها، فلا صلاح للناس إلا بها، وأعظم من مارس السياسة والعمل السياسي هو رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ»، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: «أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، ثُمَّ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ الَّذِي لَكُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».
ومنذ أن هدمت الخلافة وطبقت أنظمة الكفر السياسية في البلاد الإسلامية، انتهى الإسلام من كونه سياسياً، وحل محله الفكر السياسي الغربي المنبثق عن عقيدة المبدأ الرأسمالي، عقيدة فصل الدين عن الحياة.
إن السياسة الفاسدة المفسدة هي تلك التي تمارس وفق النظام الرأسمالي المتحكم في العالم اليوم، وفي كل مفاصل الحياة، والتي حولت الحياة إلى جحيم لا يطاق، والسياسة الرأسمالية فشلت في علاج مشكلات الناس بل وتسببت في كل الأزمات وتفاقمها وزيادة معدلات الفقر والبطالة وغير ذلك مما تجره سياساتها على الناس من كوارث وويلات، حتى هذه الحروب القبلية الطاحنة التي راح ضحيتها الآلاف هي نتاج طبيعي لهذا النظام الذي ما إن حُكم به الناس لم يوقف هذا التطاحن والتعارك، وهي عاجزة إلى يومنا هذا عن حلها حلا جذرياً.
قال البابا فرانسيس في خطاب حديث ألقاه في بوليفيا: "إن هذا النظام أصبح الآن لا يُطاق؛ فعمال المزارع يجدونه غير محتمل، وعمال المصانع يجدونه غير محتمل، والمجتمعات تجده غير محتمل، والشعوب تجده غير محتمل. والأرض ذاتها ــ (شقيقتنا الأم) الأرض، كما قد يسميها القديس فرانسيس ــ تجده أيضاً غير محتمل". هكذا قال عنها أهلها وهذه هي حقيقتها، بل هي أسوأ من ذلك بكثير؛ فالذي يصلح ولا يفسد هو سياسة الناس بأحكام الإسلام العظيم، فالحروب القبلية التي امتدت عشرات السنين وكانت تدار لأتفه الأسباب، لمّا جاء الإسلام عالجها علاجاً جذريا وأصبحوا يدا واحدة على من سواهم، وعالج جميع مشاكل الحياة بتطبيق أحكام الإسلام وكان الإنسان من أول اهتمامات الإسلام وأوجب على الحاكم أن يرعى شؤونه خير الرعاية.
فعن سَلَمَةُ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». فتطبيق أحكام الإسلام تحت ظل دولته الخلافة واتباع سياسة الإسلام في كل شؤون الحياة يجعل الناس تعيش في أمن ورخاء وسعادة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان