الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأحداث في كاراكالباكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الأحداث في كاراكالباكستان

 

 

الخبر:

 

في 1 تموز/يوليو في مدينة نوكوس عاصمة كاراكالباكستان بدأت الاحتجاجات ضد التغييرات والإضافات على دستور أوزبيكستان. تم تداول أخبار ذلك على بي بي سي وليبرتي ووسائل الإعلام الأخرى ووسائل التواصل. أصدر المجلس الأعلى (البرلمان) ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية بجمهورية كاراكالباكستان بياناً رسمياً مشتركاً بشأن الاحتجاجات في نوكوس. وجاء فيه إن "المحرضين الأفراد بالاعتماد على المواطنين المجتمعين حاولوا الاستيلاء على مؤسسات الدولة هذه وتقويض استقرار الوضع الاجتماعي والسياسي في أوزبيكستان". وذكر البيان أنه تم اعتقال مجموعة من منظمي أعمال الشغب الجماعية والأشخاص الذين قاوموا بقوة عناصر إنفاذ القانون.

 

من أجل ضمان سلامة الناس، وحماية حقوقهم وحرياتهم، واستعادة القانون والنظام على أراضي كاراكالباكستان، تم إعلان حالة الطوارئ للفترة من الساعة 00:01 يوم 3 تموز/يوليو، 2022 إلى الساعة 00:00 يوم 2 آب/أغسطس 2022. ووقع رئيس أوزبيكستان شوكت ميرزياييف على مرسوم مناظر يوم السبت، وفقا لما ذكرته الخدمة الصحفية لرئيس الدولة.

 

التعليق:

 

جاءت الاحتجاجات بعد استبعاد المادة الخاصة بسيادة كاراكالباكستان وحقها فى الانفصال عن أوزبيكستان من مشروع تعديلات وإضافات فى دستور أوزبيكستان. زار الرئيس ميرزياييف نوكوس عاصمة كاراكالباكستان مرتين: في 1 و3 تموز/يوليو واقترح عدم تعديل هذا الجزء من الدستور. لكن المتظاهرين لم يتفرقوا، فاستخدم النظام الأوزبيكي القوة لتفريق المظاهرة وسفك دماء البشر. واعترف ميرزياييف نفسه بوجود ضحايا. وهذه ليست المظاهرة الأولى حيث اندلعت في تموز/يوليو 2021 أيضاً اشتباكات مع الشرطة والحرس الوطني في مدينة خوجيلي.

 

في كانون الثاني/يناير 1992 تم تحويل كاراكالباكستان من الحكم الذاتي إلى جمهورية كاراكالباكستان. وفي بداية عام 1993 تم التوقيع على اتفاقية بين الدول بموجبها أصبحت كاراكالباكستان جزءاً من أوزبيكستان لمدة 20 عاماً، مع حقها في الانسحاب من أوزبيكستان بإجراء استفتاء. وانتهت مدة الاتفاقية في عام 2013. وفي مشروع التعديلات والإضافات على الدستور تم استبعاد المواد المتعلقة بسيادة كاراكالباكستان وحقها في الانفصال عن أوزبيكستان. وقد نُشر هذا المشروع في 25 حزيران/يونيو في منشورات برلمانية للمناقشة العامة.

 

في عام 1925 تم إنشاء منطقة كارا كالباك المتمتعة بالحكم الذاتي كجزء من قرغيزيا والتي أعيدت تسميتها لاحقاً باسم كازاخستان المتمتعة بالحكم الذاتي. وفي عام 1930 انتقلت المنطقة إلى روسيا. وفي آذار/مارس 1930 تم تحويلها إلى جمهورية كارا كالباك الاشتراكية السوفيتية المتمتعة بالحكم الذاتي وعاصمتها نوكوس. وأخيراً في كانون الأول/ديسمبر 1936 أصبحت هذه الجمهورية المتمتعة بالحكم الذاتي جزءاً من جمهورية أوزبيكستان الاشتراكية السوفيتية.

 

لا يزال من الصعب تحديد من يقف وراء هذه الأحداث لأن اللاعبين الأساسيين في هذه المنطقة هم: روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين. ولم ترد منهم حتى الآن أية تصريحات رسمية بخصوص هذه الأحداث سوى تصريحات السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف حيث قال "إن الأحداث في كاراكالباكستان شأن داخلي لأوزبيكستان ولا يشك الكرملين في أن المشاكل ستحل بالعمل النشط للقيادة..."، ومع ذلك فمن المرجح أن تكون روسيا وراءها لأن هذه المنطقة هي بمثابة الرئتين لروسيا. أو هناك احتمال أن يكون نظام ميرزياييف نفسه قد نظم هذا الحدث بشكل مصطنع - كما حدث في أحداث أنديجان - بإشارة خافتة من روسيا. لأنه من الواضح أن روسيا قلقة من زيادة اهتمام اللاعبين الرئيسيين الآخرين: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين بآسيا الوسطى ولا سيما بأوزبيكستان. وتأتي هذه الأحداث بعد زيارة الرئيس الروسي بوتين لطاجيكستان وتركمانستان في إطار قمة بحر قزوين. بالإضافة إلى ذلك يعمل في كاراكالباكستان الحزب الانفصالي المسمى بـ"إلى الأمام يا كاراكالباكستان" بشكل غير قانوني. هذا الحزب يدعو إلى انسحاب كاراكالباكستان من أوزبيكستان. ويقع مجلسه السياسي في مدينتي ألما آتا وموسكو. وهناك أيضاً رأي مفاده أن الرئيس ميرزياييف أوجد هذا النزاع بشكل مصطنع كخطوة ماكرة لصرف الانتباه عن خطته لإلغاء فترة ولايته (لإعادة تعيين موعد ولايته) كبوتين في مشروع التعديلات والإضافات على الدستور.

 

وقال عليشير قديروف نائب رئيس الغرفة التشريعية للمجلس الأعلى (البرلمان) أوزبيكستان وعضو اللجنة الدستورية إن "الوضع في كاراكالباكستان يمكن التلاعب به من الخارج". ويعتقد بعض السياسيين الروس أن أمريكا هي التي تدير هذا النزاع. على سبيل المثال كتب المعلق الدولي في منشور برافدا.رو. ليوبوف ستيبوشوفا أن منشورات سوروس تأخذ جانب كاراكالباك. ويعتقد الخبير السياسي ألكسندر كنيازيف أن زعزعة الاستقرار بشكل أو بآخر في نقطة أو أخرى في آسيا الوسطى هي على أجندة السياسة الإقليمية الأمريكية. كما أشار رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو إلى أن أوزبيكستان أصبحت الآن في وسط نار الصراع بين أمريكا والاتحاد الأوروبي والصين على آسيا الوسطى. وفي وقت سابق حذر من أنه بعد كازاخستان جاء دور أوزبيكستان. وفي الواقع ربما تكون أمريكا قد خططت لفصل كاراكالباكستان عن أوزبيكستان تماماً كما فصلت جنوب السودان. وفي أرض كاراكالباكستان التي تحتل 40٪ من أراضي أوزبيكستان احتياطيات ضخمة من الثروات. ففي مراجعة إلى البنك الدولي كتب مؤلفو كاراكالباك أن احتياطيات الهيدروكربون المقدرة في حوض آرال تقدر بنحو 300 مليون طن من النفط و480 مليار متر مكعب من الغاز. وهذه الثروات ستجعل المستعمرين يسيل لعابهم بالتأكيد.

 

على أية حال فإن آسيا الوسطى اليوم بما في ذلك أوزبيكستان أصبحت في نيران الصراع من أجل مصالح هؤلاء المستعمرين الجشعين. والمسلمون هم ضحايا هذا الصراع. ولا ينبغي التغاضي عن محاولة المستعمرين تحويل كاراكالباكستان إلى بقعة ساخنة أخرى وإشعال نار هذا النزاع على أساس القومية. وما دام لا يتم بناء دولة الخلافة الراشدة التي ستوحد كل بلادنا وتحقق الحرية الحقيقية فسيزداد عدد هؤلاء الضحايا يوماً بعد يوم. لذلك يجب على المسلمين أن يستجيبوا لدعوة الحق التي يحملها حزب التحرير.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 06 تموز/يوليو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع