النّظام الرّأسماليّ يناضل من أجل نشر الفاحشة والفساد

الخبر:

انتقد البيت الأبيض تطبيق ولاية فلوريدا قانون "لا تقل إنّك مثليّ"، الذي يحظر الحديث عن المثليّة الجنسيّة في المدارس. وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان نشره موقع البيت الأبيض الجمعة: "اليوم، أصبح بعض الطّلاّب والأسر الأكثر ضعفا في فلوريدا أكثر خوفا وأقلّ حرّيّة. مع دخول قانون الولاية المخزي "لا تقل مثليّ" حيّز التّنفيذ، فإنّ مسؤولي الدّولة الذين يزعمون الدّفاع عن الحرّيّة يحدّون من حرّيّة إخوانهم الأمريكيّين في أن يكونوا على طبيعتهم". (نيوز فور نيوز، 1 تموز/يوليو 2022م)

التّعليق:

"لا تقُلْ مثليّ الجنس" هو مشروع قانون وقّع عليه حاكم ولاية فلوريدا "الجمهوريّ"، رون ديسانتيس، في 7 من آذار الماضي ونصّه "لن يتمّ التّدريس في الفصل من قبل موظّفي المدرسة أو الأطراف الثّالثة حول التّوجه الجنسيّ أو الهويّة الجنسيّة في رياض الأطفال حتّى الصّف الثّالث، أو بطريقة غير مناسبة للعمر أو مناسبة لنموّ الطّلاب وفقاً لمعايير الولاية، وسيكون الآباء قادرين على مقاضاة المقاطعات على الانتهاكات".

وقد لاقى هذا المشروع انتقادات عدّة وعلى رأسها بيانات أصدرها البيت الأبيض الذي تنازع مع إدارة ديسانتيس حول مجموعة من السّياسات، ووصف الرّئيس الديمقراطي جو بايدن هذا القانون بأنّه بغيض، وفق شبكة إس بي إس.

كما وقد غرّد بايدن عبر حسابه في تويتر في 28 من آذار/مارس الماضي، قائلاً إنّ كلّ طالب يستحقّ أن يشعر بالأمان والتّرحيب في الفصل، ويستحقّ الشّباب المثليّو الجنس أن يتمّ التأكيد عليهم وقبولهم تماماً كما هم. وأكّد أنّ إدارته ستواصل النّضال من أجل الكرامة وإتاحة الفرصة لكلّ طالب وعائلة في فلوريدا وفي جميع أنحاء البلاد.

يواصل البيت الأبيض نضاله من أجل نشر الفساد والرّذيلة وإتاحة الفرصة لهؤلاء الشّواذ ولكلّ من يخالف فطرة النّاس وطبيعتهم (زواج بعضهم بالحيوانات: حصان - كلب... وها هو عمدة مدينة سان بيدرو المكسيكيّة يتزوّج تمساحا)! يرفع شعارات في ظاهرها صالحة تعمل على أن يكون المجتمع متجانسا ومتعايشا فلا فرق بين هؤلاء ولا هؤلاء، فالكلّ له الحقّ في العيش ولا يسمح بالمسّ بالحرّيات والحقوق. ينادي بها ويلمّع صورة نظامه على أنّه كافل للإنسانيّة جمعاء باختلاف دياناتها وانتماءاتها وبتنوّع أصناف النّاس وممارساتهم فالكلّ يعيش في ظلّها "الإنسانيّة"، وهو في واقع الأمر يبثّ مفاهيم فاسدة نابعة عن نظامه الرّأسماليّ العقيم الذي ظهرت عيوبه وبان عجزه وفشله وفساده.

 فأين البيت الأبيض من حقوق السّود وما يُمارَس ضدّهم من انتهاكات عنصريّة؟! أين بايدن وتغريداته ممّا حدث في مدينة أكرون بولاية أوهايو الأمريكيّة؟ أين قُتل جايلاند ووكر وهو شابّ من أصل أفريقيّ، فقد أطلقت عليه الشّرطة عشرات الرّصاصات أثناء فراره بعد محاولة اعتقاله لارتكابه مخالفة مروريّة، حادثة تذكّرنا بتاريخ أسود للشّرطة الأمريكيّة في تعاملها مع السّود؟

أين كرامة هؤلاء وحرّياتهم في العيش أم أنّهم ليسوا من أفراد المجتمع وليسوا ممّن تشملهم شعارات الإنسانيّة؟!

إنّ النّظام الرّأسماليّ يُظهر يوما بعد يوم ضعفه وعجزه عن تقديم الحلول للإنسانيّة ومشاكلها ويكشف عن نتانة ما ينادي به وما يضمن من حرّيّات تضرب فطرة الإنسان وتجعله يحيا حياة أدنى من حياة الحيوانات وتعرّي قبح ما ينتظر النّاس في ظلّ هذا النّضال المزيّف المخادع.

إنّ النّسق السّريع الذي سلكه هذا النّظام الرّأسماليّ المفلس في تعاطيه مع ما يحدث من مشاكل في حياة النّاس وتخبّطه في إيجاد الحلول التي يفتقدها لينبئ بقرب تحقّق وعد الله سبحانه وبشرى نبيّه ﷺ؛ الخلافة الرّاشدة على منهاج النبوّة التي نسأل الله أن نكون من العاملين لها ومن شهودها ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ﴾.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت