في اليمن المصائب لا تأتي فرادى

الخبر:

انتشار مخدر الشبو بين أوساط الشباب في اليمن خصوصا في المحافظات الشرقية (حضرموت، المهرة، شبوة). (وكالات محلية)

التعليق:

مما يجدر لفت النظر إليه هو أن انتشار المخدرات بهذا الشكل الواسع لا يتم إلا بغض الطرف من الدولة حيث إن تمرير هذه الكميات بين حدود الدول وتهريبها يتطلب حماية أمنية وتسهيلات لا يقدمها إلا من لهم قوة وسلطة، وإلا كيف تمر أطنان المخدرات والحبوب بأنواعها؟ والناس تعلم من يقف خلف تهريب هذه المواد وكيف أن الدولة تسمح بذلك.

لا يلبث أهل اليمن برهة حتى تأتيهم مصيبة أخرى فوق مصائبهم الكثيرة مثل الحرب وغلاء الأسعار وانخفاض أسعار الصرف ومشاكل الكهرباء والماء والطرقات، وزادتهم اليوم مشكلة أخرى وهي انتشار المخدرات بينهم.

ومع ذلك لن تكون هذه آخر المصائب والأزمات بل ستتوالى نتيجة طبيعية لغياب نظام الحكم الصحيح الذي يرعى شؤون الناس بالشكل الصحيح الذي أنزله الله من فوق سبع سماوات، فالله سبحانه وتعالى توعد من يعرض عن ذكره (دينه وشرعه) بالمعيشة الضنكى، ونحن اليوم نكتوي بهذا الضنك نتيجة إبعادنا لأنظمة الإسلام من سدة الحكم، فحين حكمنا البشر بما تهوى أنفسهم وبالنظام الرأسمالي العفن أنتج مثل هذا الفساد والدمار، بينما في الإسلام، النبي ﷺ يقول: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، فالخليفة أو الحاكم هو وقاية للمسلمين يحميهم ويذب عنهم في أمور دينهم ودنياهم، فيمنع المعاصي بتطبيق الحدود ويرعى شؤون الناس بما يصلح معاشهم، قال ﷺ: «الإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، فحين غابت الدولة الإسلامية وغاب مفهوم الرعاية عن العصابة الحاكمة في بلاد المسلمين، ظهرت هذه المصائب ولن تنتهي أو تتوقف إلا بوجود دولة تطبق أحكام الإسلام، فشمروا يا مسلمون للعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، دولة الرعاية الحقيقية التي تبايعون فيها إماماً يقيم الدين ويكون لكم وقاية وجنة من الحرام، وينجيكم من عذاب الله يوم القيامة.

﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمر عبد الله – ولاية اليمن