- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تعيد قبضتها على أوروبا وتنعش حلف الناتو
الخبر:
تعهد الرئيس الأمريكي بتعزيز الوجود العسكري في أوروبا كي يتمكن حلف شمال الأطلسي من الرد على التهديدات الآتية من كل الاتجاهات وفي كل المجالات. (عربي 21)
التعليق:
سعت دول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات عديدة للانفكاك من الهيمنة الأمريكية، فأنشأت الاتحاد بين دولها عام 1992، وعملت على زيادة الروابط بين دوله في إيجاد عملة موحدة وإلغاء الحدود بينها، والمطالبة بدستور أوروبي موحد والعمل على إنشاء قوة أوروبية تعمل على تحقيق المصالح الأوروبية بعيدا عن حلف شمال الأطلسي الذي رأى بعض القادة الأوروبيين أن دوره انتهى بتفكك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، وأن حلف الناتو أصبح في حالة موت سريري، ما أزعج أمريكا ودفعها إلى العمل على إعادة الهيمنة على أوروبا واستغلالها في استنزاف روسيا واحتواء الصين.
لقد استطاعت أمريكا من خلال الفخ الذي نصبته لروسيا مستغلة جنون العظمة الذي يراود رئيسها بوتين من جره للمستنقع الأوكراني، فاندفعت دول الاتحاد الأوروبي تحت ضغط الرأي العام لتقديم الدعم لأوكرانيا، وفرض حزمة من العقوبات على روسيا طالت آثارها الشعوب الأوروبية قبل أن يصل تأثيرها موسكو، وفوق ذلك إعادة الحياة لحلف الناتو ليبقى الذراع العسكري بقيادة أمريكا تهيمن فيه على دوله، وتدفعها للعمل على المحافظة على المصالح الأمريكية في العالم.
إن أمريكا هي المستفيد الرئيسي من الصراع الروسي الأوكراني، فمن خلاله استطاعت إجبار دول الاتحاد الأوروبي على زيادة الإنفاق العسكري ليصل إلى 2% من الناتج المحلي، وتبقى قائدا لحلف الناتو كذراع عسكرية يحفظ هيمنتها على أوروبا، وتوجد مبررا لزيادة قواعدها العسكرية وجنودها في دول الاتحاد، منهية أي تطلعات أوروبية للانعتاق منها، ناهيك عن استخدام أوروبا لاستنزاف روسيا والعمل على احتواء الصين التي ترى فيها أمريكا تحديا لها ولقيادتها العالمية.
هذا هو النظام الرأسمالي؛ القوي فيه يأكل الضعيف، ويصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾، وسيبقى العالم يكتوي بنار ظلمهم حتى يأذن الله بخلافة ثانية على منهاج النبوة بدأت خيوط نورها تبدد ظلمة الرأسمالية الفاسدة، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله ناصر – ولاية الأردن