- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
انعدام الرعاية والأحكام الوضعية سبب في زيادة الجرائم
الخبر:
أعلن الأمن العام الأردني أن شخصا في السبعين من عمره أقدم على قتل ابنيه بإطلاق النار عليهما في محافظة عجلون. ولفت بيان للأمن الأردني إلى أن تحقيقا فتح بالواقعة، موضحا أن الحادثة كانت على خلفية خلافات مالية بين العجوز السبعيني وابنيه.
وتأتي هذه الجريمة عقب جريمة مشابهة أخرى قتل فيها أب ابنتيه بالضرب ما أثار موجة غضب عارمة في الأردن.
وعبر الكثير من الأردنيين من رواد مواقع التواصل عن مشاعر الصدمة نتيجة هذه الجريمة التي أتت بعد ساعات من الجريمة الأولى المشابهة، وكتب أحد المعلقين قائلا: "ما الذي يحدث...؟؟ هل القضاء (الناعم) لا يردع هؤلاء المجرمين مع تكرار حالات الجرائم والعنف في المجتمع الأردني التي أصبحت ظاهرة".
وفي هذا السياق كتبت الصحفية هديل نماس تعليقا عن الحادثة تقول: "نستيقظ على جريمة بشعة لأب يقتل ابنتيه بالضرب، والآن جريمة أسرية أخرى تظهر هشاشة المنظومة الأسرية بالمجتمع، ماذا نحتاج لردع هذه البشاعة؟" (آر تي، 2022/07/06م)
التعليق:
لا يمضي يوم إلا ونصحو على جريمة هنا أو هناك، ومستوى الجرائم في ازدياد هائل في مجتمعات كان يعرف عنها الترابط الأسري والأسر الممتدة، إلا أن هناك تغيرات واضحة في هذه المنظومة الأسرية، والتي هي نواة المجتمع. فقد أصابها الخلل ونهشت جسدها الأمراض، التي هاجمتها من الثقافة الهجينة المستوردة من نظام فصل الدين عن الحياة، وتسلح بقوانين فرضت، ومنظمات رعت، من حقوق الطفل، وحماية الأسرة، إلى جانب تكريس هذه الثقافة الغربية، عبر محاضرات وندوات للنسويات التي ما إن وجدت ونمت وترعرعت، حتى وجدنا الحال ينتقل من سيئ إلى أسوأ، والنتائج ترينا أن الأسرة تهدمت، ولم يقوموا بحمايتها، بالعكس هم شتتوها ومزقوها.
وكذلك حال الأمة، من انعدام الرعاية على جميع المستويات، وانتشار البطالة والفقر إلى جانب المخدرات، بكل أصنافها لسهولة الحصول عليها ووجود مروجين وتجار من كبار القوم، لا تنالهم المحاسبة، كل هذه الظروف والأنواء كفيلة بما نرى ونشاهد من انحلال أخلاقي وتردي القيم وانحدارها إلى قاع الرذيلة.
ولكن هناك بارقة أمل، وضوءاً يسطع في عتمة هذه الظلمة الكالحة، حيث نجد أصواتا تنادي وعلى مستوى واسع عند حدوث هذه الجرائم، بتطبيق شرع الله والقصاص من المجرمين، حسب الشرع، أي أن بذرة الخير التي زرعناها تؤتي أكلها، وهي المطالبة بتحكيم شرع الله، والأجمل من ذلك وعي الناس، بأن الابتعاد عن حكم الله هو نتيجة حتمية لما نحن فيه، ومطالبتهم بالقصاص العادل الموافق لحكم الله لا لحكم البشر. قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
نعم إن المطالبة بالقصاص هي حياة للناس، وأمان للمجتمع من هذه الجرائم التي تزداد يوما بعد يوم، ولكن ليس القصاص وحده إنما بإنشاء جيل وتربيته تربية إسلامية، على أحكام الله ونظامه، ورعاية الشباب وتأمين حاجتهم الأساسية وإيجاد فرص عمل لهم، وحمايتهم من الفساد والرذيلة، بتطبيق نظام الله وأحكامه كاملة غير منقوصة، وفي كل مجالات الحياة، ولا يكون ذلك إلا في دولة الخلافة على منهاج النبوة. اللهم عجل لنا بها واجعلنا من جنودها وشهودها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسيبة إبراهيم