- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
معاناة أطفال دارفور مستمرة ولا راع ولا حام!
الخبر:
أصيب 8 أطفال إصابات متفاوتة جراء انفجار دانة آر بى جي بالقرب من مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور، ونقلت المصادر أن من بين المصابين الثمانية ستة أطفال أشقاء وأنهم نقلوا للمستشفى لتلقي العلاج واتخذت التدابير والإجراءات القانونية اللازمة. (الانتباهة 5 تموز/يوليو 2022م).
التعليق:
في العام 2003م اندلع في إقليم دارفور نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة لتتواصل تداعياتها مُخلفة آلاف القتلى والجرحى، وملايين النازحين، وآلافاً من طالبي اللجوء وبدأت معاناة متواصلة للأطفال والنساء على وجه الخصوص، وحسب تقارير للأمم المتحدة فإن الحرب أودت بحياة حوالي 300 ألف وشرّد نحو 2.5 مليون آخرين، ويقبع المهجرون بسبب الحرب في المعسكرات داخل وخارج السودان، وهذه المعسكرات ليس مكانا آمناً للنساء ولا للأطفال حيث تخرج النساء للعمل في ظروف الحرب التي يتّمت الأبناء فجعلت المرأة هي المعيل وهي لا تملك خبرات العمل في أي مجال، تخرج المرأة للعمل نهاراً، تطرق أبواب المنازل بحثاً عن عمل، حيث تقضي النهار في أحد المنازل تغسل الملابس أو تقوم بأعمال النظافة لتعود للأطفال في المساء مُنهكة القوى، لكن على الأقل تحمل لقمة تقيهم مغبة الجوع.
أما نقص العلاج وصعوبة التعليم والتحرش بالأطفال نتيجة غياب الأم في العمل طوال النهار، فكل ذلك وقع وما زال يقع على أطفال دارفور في المعسكرات لكنهم ربما أحسن حظاً من الأطفال المشردين الذين يهيمون على وجوههم بلا مأوى، فحسب المسح الميداني لحصر وتسجيل الأطفال المشردين بمدينة الفاشر أجرته وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية في الولاية، بالتعاون مع منظمة "يونسيف"، وفق الوكالة الرسمية أظهرت نتائج مشروع المسح الميداني بالفاشر شمال دارفور، أن عدد المشردين بالمدينة من الأطفال بلغ 290 مشردا، بينهم 56 مشردة، وفق الوكالة. ووفقاً لتقارير حديثة يعيش آلاف الأطفال المتأثرين بتجدد الصراع المسلح بولاية غرب دارفور غربي السودان حياة صعبة، حيث حرم بعضهم من الدراسة لسنوات. وقد أدى تجدد الصراع منذ عام 2019 إلى تشريد أكثر من 100 ألف شخص. (قناة الجزيرة، 2022/05/30).
وكشفت منسقية النازحين واللاجئين بدارفور للإندبدنت عربية في أيار/مايو 2022م عن أن حالات سوء التغذية بلغت في معسكر واحد فقط، هو معسكر كلمة، نحو 1175 حالة، بينما وصل عدد حالات سوء التغذية الحاد وسطهم إلى أكثر من 67 حالة محجوزة الآن في مراكز بعض منظمات التغذية، معظمهم من الفئات الضعيفة كالأطفال والمرضعات والحوامل.
إن معاناة أطفال دارفور لن توقفها إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستوقف القتال بين المسلمين لأنها دولة تقوم على أساس عقيدة تحرم ذلك وتفرض إزالة كل آثار الحروب وتخلع حكام الجور والظلم الذين لا يحركون ساكنا تجاه رفع معاناة الناس.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان