الديمقراطية البريطانية هي أفضل نظام يمكن شراؤه بالمال

(مترجم)

الخبر:

في تقرير دامغ، خلصت لجنة الحسابات العامة بمجلس العموم البريطاني إلى أن الحكومة ارتكبت سلسلة من الإخفاقات، ما يجعل من المستحيل معرفة ما إذا كانت العقود قد تم منحها بشكل صحيح إلى راندوكس. لم تفعل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية سوى القليل للتعامل مع تضارب المصالح المحتمل على الرغم من "المخاوف الواضحة" بشأن علاقات راندوكس السياسية، كما وجدت لجنة من أعضاء البرلمان عبر الأحزاب. ووجد أعضاء البرلمان أن راندوكس حققت أرباحاً كبيرة بعد أن حصلت على عقود لإجراء اختبار كوفيد أثناء الوباء. وكانت أرباح الشركة في العام المنتهي في حزيران/يونيو 2021  أكثر من 100 مرة من العام السابق، وفقاً لمجلس العموم البريطاني، الذي تساءل عما إذا كانت مبالغاً فيها. (الجارديان)

التعليق:

كان هناك الكثير من الفضائح في السياسة البريطانية، وأصبح الناس غير حسّاسين للقصص المتعلقة بالفساد. يكاد الجمهور يتوقّع أن يتصرّف السياسيون بطريقة فاسدة. في اللّغة الشائعة، فإن الكلمة المستخدمة لمحاولة التأثير على تصرفات الناس عن طريق الحوافز المالية هي الرشوة. لكن في عالم السياسة الديمقراطية، نصرّ على استخدام كلمات مثل التمويل أو الضغط أو التمويل الناعم. لكن الجهود التي لا نهاية لها لمحاولة التفريق بين الاستخدام الأخلاقي للمال للتأثير على السياسة، والاستخدامات غير الأخلاقية أو غير القانونية، تفوت الأسباب التي تجعل الديمقراطية تؤدّي حتماً إلى المزيج السام من المال والسلطة الذي نراه في العالم اليوم. إن منصب الحاكم هو ثقة ومسؤولية عظيمتان على الحاكم لرعاية شؤون الناس، لا شؤونه وشؤون المحسنين من رجاله.

لقد حرم الإسلام على الموظفين العموميين الاستفادة من مناصبهم. روى البخاري ومسلم عن أبي حميد الصعيدي قال: عيَّن رسول الله ﷺ ابن اللّتبيّة عاملاً على صدقة بني سليم، فلما رجع إلى النبي ﷺ قال: هذا مالكم وهذا هدية أهدي إليّ. فقال رسول الله ﷺ: «فهلّا جلست في بيت أبيك وأمّك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً؟». كان النبي يحذّر الصحابي ويوضّح أنه يتلقى الهبة فقط بسبب منصبه، لذلك كانت الهدية في الواقع رشوة، وبالتالي كانت حراماً.

الإسلام له تحذيرات واضحة من فساد الحكام، وأمر بأن ينشط الناس في رصدهم ومحاسبتهم على أي مخالفات محتملة. عندما كان عمر رضي الله عنه خليفة، وزع أثواباً بالتساوي بين المسلمين بإعطائهم ثوباً واحدا لكل منهم. ولما كان يلقي خطبة الجمعة اتضح أنه كان يرتدي قطعتين من القماش، وعلى الفور قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: والله ما نسمعك، لأنك تفضل نفسك على قومك. فأوضح عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه أعطى والده ثوبه. ورد سلمان الفارسي رضي الله عنه بقوله: "الآن سمعا وطاعة".

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا