- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد مائة وأحد عشر يوماً من تشكيله
ما الذي حققه مجلس القيادة الرئاسي لأهل اليمن؟!
الخبر:
ورد في الصفحة الرئيسية لصحيفة عدن الغد الصادرة يوم الأربعاء بتاريخ 27 تموز/يوليو 2022م خبر بعنوان: "تقرير يرصد عمل مجلس القيادة الرئاسي، بعد 111 يوما من تشكيله، تحديات قائمة ووعود تنتظر التنفيذ، ما الذي تحقق؟!".
التعليق:
بعد أن نجحت أمريكا عن طريق عميلتها السعودية وبمساندة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ بإزاحة الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر عن المشهد السياسي وتشكيل ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي المكون من رئيس وسبعة نواب، استطاعت بذلك أن تجمع كل القوى السياسية في ما يسمى بالمناطق المحررة والتي تقع تحت قبضة النفوذ البريطاني الخصم الحقيقي لأمريكا في اليمن عن طريق عملائها المحليين أيضا، وبهذا تكون أمريكا قد نجحت في جمع القوى السياسية التابعة لبريطانيا في مجلس واحد ليسهل عليها احتواؤهم والتحكم بمطالبهم في المفاوضات القادمة فيظهروا نداً لندٍّ أمام جماعة الحوثي؛ عملائها في المنطقة فتكبر حصتهم في حالة تم الاتفاق على تقسيم المصالح.
وتستمر حرب النفوذ بين أمريكا وبريطانيا؛ كل يسعى لكسب أكبر قدر من المصالح؛ فقد أوكلت بريطانيا لعملائها في مجلس القيادة الرئاسي منذ تأسيسه العمل ضد المصالح الأمريكية عن طريق عرقلة اتفاق الرياض كإظهار أن بعض أعضائه على خلاف، وإبراز القضية الجنوبية التي تعارض اتفاق الرياض، وفي المقابل تسعى أمريكا للضغط على مجلس القيادة الرئاسي لتنفيذ اتفاق الرياض عن طريق عميلتها السعودية وما الوديعة السعودية التي طال انتظارها إلا إحدى وسائل الضغط التي تمارسها السعودية على المجلس.
يجب على اليمنيين جميعا أن يعوا أن اللعبة السياسية القذرة التي تدار في اليمن والتي أزهقت أرواحهم وأحرقت أرضهم ودمرت اقتصادهم وأوصلتهم إلى هذه الأوضاع المزرية هي بين أمريكا وبريطانيا الأطراف الحقيقية في هذا النزاع، وما القوى السياسية المحلية بكافة أشكالها دون استثناء إلا أدوات بيد المستعمرين الغربيين يحركونهم كيفما شاءوا لتلبية مصالحهم وتقوية نفوذهم وليس لتلبية مصالح الناس، فلم يحقق مجلس القيادة الرئاسي منذ تأسيسه أي شيء يصب في مصلحة الناس ولن يحقق، حاله حال بقية القوى السياسية المحلية الأخرى. إن المنتظر لكافة أطراف النزاع المحلية في اليمن المرتهنة للغرب لتحقيق مكاسب حقيقية تعود بالنفع على البلاد حاله كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولن يزيدوه إلا ذلا وخذلانا. فتغييرالأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمنيون الآن واستردادهم لحقوقهم المنهوبة وسيادتهم المسلوبة لا يكون إلا بإيجاد قيادة سياسية حقيقية للبلد غير مرتهنة لأي أطراف خارجية ولا تضع في أعينها غير مصالح شعبها مستمدة دستورها وقوانينها من الشريعة الإسلامية فقط التي وضح بها الله عز وجل ورسوله الكريم ﷺ كل أمور ديننا ودنيانا فتغنينا عن الأخذ من الغير.
إن إيجاد القيادة السياسية الحقيقية لكل بلاد المسلمين لن يتم إلا بالعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها رسولنا الكريم ﷺ، فهي القيادة الوحيدة التي ستسترد للمسلمين كل حقوقهم وترفع من شأنهم بين الأمم وتذود عن بيضتهم أمام كل مستعمر وطامع فاعملوا لها أيها المسلمون واستبشروا خيرا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. خالد السراري – ولاية اليمن