السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العنصرية مرض خبيث ينخر المجتمعات الرأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العنصرية مرض خبيث ينخر المجتمعات الرأسمالية

 

 

 

الخبر:

 

أثارت جريمة قتل بائع أفريقي متجول في إيطاليا مشاحنات سياسية قبل الانتخابات الوطنية أيلول/سبتمبر المقبل، وسببت جدلا جديدا حول العنصرية بالدولة الأوروبية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

 

والجمعة، قتل المهاجر النيجيري، ليكا أوغورشوكو، بعد ضربه من قبل رجل إيطالي بالعكاز حتى الموت في شارع تسوق رئيسي في تشيفيتانوفا ماركي، وهي بلدة ساحلية على ساحل البحر الأدرياتيكي كما يظهر في شريط فيديو للاعتداء تم تداوله آلاف المرات على وسائل التواصل.

 

وبقي شهود عيان متفرجين على الواقعة دون أن يتدخل أحد على الرغم من استمرار الاعتداء لأربع دقائق، طبقا للصحيفة الأمريكية.

 

وقال باتريك جوباديا، وهو نائب سكرتير جمعية تمثل النيجيريين في إيطاليا، "دعونا ندين الحقيقة نفسها وسلوك الأشخاص الذين وقفوا متفرجين وشاهدوا شخصا معوقا يُقتل بعكازة ويصورونها"، بدلا من التدخل. وأضاف: "إنه أمر مخز".

 

وأثرت جريمة القتل على وتر حساس لأن منطقة مارشيز، حيث تقع تشيفيتانوفا، كانت مسرحا لجرائم شنيعة ضد المهاجرين. ففي شباط/فبراير 2018، أطلق إيطالي يميني النار وأصاب ستة مهاجرين أفارقة في ماشيراتا على بعد حوالي 27 كيلومترا من تشيفيتانوفا ماركي، ما جعل المدينة معقلا للتعصب.

 

وقبل ذلك بعامين، قُتل رجل نيجيري في مدينة فيرمو جنوب تشيفيتانوفا بعد أن حاول الدفاع عن زوجته من الافتراءات العنصرية. (الحرة / ترجمات – دبي)

 

التعليق:

 

تعاني البشرية من آثار الرأسمالية التي أورثتها أمراضا خبيثة باتت تنخر المجتمعات الغربية التي تربت على الأنانية وسيادة العرق الأبيض، فاستبيحت الدماء والأعراض والثروات على مستوى الشعوب على يد الدول الغربية المستعمرة فدمرت دولاً وحواضر وغرست الموت والجوع والفقر في دول وقارات في سبيل الحصول على الثروات المادية والوصول للموارد، وأشعلت الحروب الأهلية وصممت الانقلابات العسكرية وافتعلت المجازر في سبيل نهب الثروات وتشغيل مصانع الغرب وملء جيوب الرأسماليين الجشعين وبنوكهم التي لا تشبع من دماء الشعوب المقهورة في آسيا وأفريقيا والهند وأمريكا الجنوبية.

 

وانتقل هذا الوباء العنصري المادي الأناني من الدول الغربية الرأسمالية الاستعمارية لأفرادها وشعوبها، فلا يرون غضاضة في قتل الشعوب المسحوقة وهم يرون دولهم لا تقيم وزنا للدماء والأعراض والثروات عندما يتعلق الأمر بالشعوب الأخرى! فكيف لأوروبي غربي وهو يرى وحشية وعنصرية دولته مع الشعوب الأخرى أن يحترم لاجئا أو يقيم وزنا لدمه أو عرضه أو ممتلكاته، فالرأسمالية والعلمانية عششت في ذهنه وحرفت سلوكه ونزلت به إلى مستوى الوحوش في الغابة، يقتل ويغتصب وينهب دون شعور بأي ذنب. فالغربي نتاج تلك الدول الاستعمارية الرأسمالية المتوحشة وسلوكه انعكاس لما تتبناه دولته من عقيدة عنصرية متوحشة غارقة في المادية والتحلل من كل خلق إنساني أو مشاعر بشرية.

 

إن الغرب بعقيدته الرأسمالية المتوحشة وعلمانيته المادية الخبيثة انحرف عن كل فضيلة وابتعد بشعوبه عن الإنسانية بل عن الفطرة البشرية، وبات مصنعا كبيرا لأفراد متوحشين عنصريين ماديين يتجه معظمهم للشذوذ والانغماس في الملذات المادية التي أوردتهم الأمراض النفسية والعضوية والتفكك الأسري والأنانية المفرطة، فلا عجب أن يوجهوا شذوذهم وانحرافهم وإجرامهم نحو الشعوب الأخرى دون رادع أو إحساس بالذنب. ولا عجب أن يمروا على الجريمة ويكتفوا بتصويرها لحصد المشاهدات والإعجابات دون تقديم أي مساعدة، فنجدة المظلوم ليست من ثقافتهم فهم لا يتحركون إلا للمال أو المنفعة فهذا ما زرعته الرأسمالية في عقولهم؛ ونجدة المظلوم لا منفعة فيها حسب معتقداتهم وثقافتهم. وكيف إذا كان المظلوم من جنس آخر تستبيح منظومتهم الحاكمة شعبه وأرضه وثرواته دون رادع؟!

 

إن البشرية لا خلاص لها من هذه العنصرية المقيتة وهذا الإجرام الرأسمالي إلا بالإسلام الذي يرتقي بالبشر ويجعل أحدهم رحيما عادلا منصفا؛ يرعى زوجته ويحفظ جاره ويطيع والده ووالدته ويربي أولاده ويعطف على الصغير ويحترم الكبير ويتصدق على الفقراء ويرعى الأيتام ويعود المرضى ويصل رحمه ويرد السلام ولا يسرق ولا يزني ولا يكذب ولا يشرب الخمر ولا يقتل، ويميط الأذى عن الطريق ويعطف على الحيوانات وينظف فناء داره ويدافع عن شرفه وعرضه ويهب لنجدة المظلوم ولا ينهر السائل ولا يقهر اليتيم، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،... وغير ذلك من الأخلاق والمعاملات النابعة من عبوديته لله وثقافته المنبثقة عن شرع الله التي ترقى بسلوكه. وهو سلوك وطراز عيش لن تجده في المجتمعات الغربية العنصرية المتوحشة.

 

وقد آن للأمة الإسلامية أن تفعّل هذا الطراز الراقي من العيش ليكون نموذجا للبشرية عبر كنس مخلفات الثقافة الغربية من بلادنا وحراسها عملاء الغرب من الحكام المتسلطين على رقابها، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة لتستأنف حياتها الإسلامية الراقية وتحمل الإسلام رسالة نور وعدل ورحمة للبشرية لتخلصها من الرأسمالية وعنصريتها وأمراضها الخبيثة وانحرافاتها المشينة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور مصعب أبو عرقوب

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

آخر تعديل علىالأربعاء, 03 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع