- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حمى الخلافات تتفاقم بين المكونات السياسية في السودان
الخبر:
قالت حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) إنها تنفي قيام أي من أجهزة الحرية والتغيير المختصة بمناقشة اختيار رئيس الوزراء أو حكومة جديدة، دع عنك الاتفاق عليه وإعلانه خلال أي فترة، وأوضحت في بيان لها أن "هناك مشروع وثيقة دستورية مطروحاً للمناقشة بين قوى التحالف، ولم تتم مناقشته بعد"، مشيرة إلى أنه لا يوجد إطار زمني لإعلانه حتى لو تم الاتفاق عليه، واعتبرت تصريحات محمد الفكي اختطافاً للقرار، ومجافاة للمؤسسية، وانعدام الشفافية المستمر من أطراف معينة في الحرية والتغيير. (السوداني 2022/08/01).
التعليق:
منذ أن أعلن البرهان في الرابع من تموز/يوليو 2022 انسحاب الجيش من حوار الآلية الثلاثية، وترك الأمر للمدنيين للاتفاق على حكومة ورئيس وزراء، والخلافات تضرب المكونات السياسية التي تعتبر المكون المدني مقابل المكون العسكري، وبدأت تحالفات واصطفافات، كل يسعى لتصدر المشهد، وكان آخر هذه التحالفات ما سمي بتحالف التغيير الجذري، الذي يقوده الحزب الشيوعي مع بعض واجهاته، ودخل هذا التحالف في صراع مع الحرية والتغيير - المركزي، واتهمه بأنه يسعى لشراكة جديدة مع العسكر، بل إن حمى الصراع بدأت داخل الحرية والتغيير - المركزي نفسها، وبخاصة بعد تصريح الفكي عضو مجلس السيادة السابق، بأنهم بصدد الإعلان عن رئيس وزراء خلال أسبوعين، وإعطائه كامل الصلاحيات لاختيار أعضاء حكومته، ووضع العسكر أمام الأمر الواقع. وقد تم نفي الأمر من بعض مكونات الحرية والتغيير، فبدأت المشاحنات وتضارب التصريحات بين مكونات الحرية والتغيير وغيرها.
عندما انسحب الجيش من مفاوضات الآلية الثلاثية، طلب من المكون المدني الاتفاق على تكوين حكومة وهم يعلمون أن المكون المدني لن يتفق، وأن الخلافات تأخذ بخناق الجميع، سواء في المكون المدني الواحد، أو المكونات المختلفة، في الوقت الذي تحتفظ فيه أمريكا بالسلطة عبر العسكر، ثم إذا قامت بأي خطوة في المستقبل لتكوين حكومة من جانبها يكون ذلك مبرراً لعدم اتفاق المدنيين على حكومة، في ظل أوضاع أمنية وسياسية واقتصادية أقل ما توصف بأنها كارثية.
ومن خلال قراءة واعية للأوضاع في السودان، فإن كلا الجانبين؛ العسكر والمدنيين قد فشلا في إدارة الدولة، وذلك سببه ارتباطهما بالعدو الكافر المستعمر، الذي لا يريد خيراً لبلادنا، إنما همه الأول والأخير هو السيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها لمصالحه، ولا يهمه ما يصيب الناس من عنت وشظف في العيش. لذلك فلا بد لأهل السودان من النظر الجاد إلى من يخرجهم من هذه الدوامة التي ظلت تلازم الحكم في السودان منذ عقود، والعمل مع العاملين من أجل التغيير الجذري الذي يقوم على عقيدة أهل السودان؛ الإسلام العظيم الذي وضع أحكاماً لمعالجة جميع المشاكل التي تتهدد البلاد اليوم، لأنها أحكام من الخالق سبحانه الذي يعلم ما ينفع الناس وما يضرهم.
ولن يكون هذا التغيير إلا في ظل دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقطع يد الكافر المستعمر، وتقضي على نفوذه، وتنشر العدل والرحمة والخير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان